علي الدقباسي
في ظل التسابق العالمي غير المعلن على امتلاك الطاقة النووية يتساءل المواطن العربي: ألم يحن الوقت لدخولنا في مثل هذا السباق؟!
كنت في زيارة رسمية لبروكسل وفي أحد اللقاءات الكثيرة التي حضرتها هناك حيث مقر البرلمان الأوروبي، سألني نائب أوروبي عن النشاط النووي الايراني؟ ودعا لمراقبته، فأجبته: وماذا عن اسرائيل؟!
وجاء رده مبهما حيث قال انها غير داخلة في قائمة الدول الموقعة على الأنشطة النووية!
المهم أن دولا كثيرة على جوار من بلادنا العربية تملك سلاحا نوويا أو هي في طريقها للحصول عليه، والعرب لايزالون يتساءلون عن جدوى مثل هذه الفكرة، ودع عنك الحديث الانشائي المطول عن وحدة الدم والمصير الذي يجيء بعواطف العرب الجياشة اذ لايزال الكثيرون منا يعيشون في عصر الخيل والسيف! ولا يفهمون لغة العصر الحديث ولا يستشعرون تحديات المستقبل.
ولعل الخلافات العربية تعيق أي تنمية في مجالات بسيطة وسهلة مثل الرياضة أو الفنون والثقافة، فما بالك بمشروع نووي!
ما أريد ان أقوله انني أخشى من زمن يُطمس فيه طموح العرب، خاصة ان الخلافات والاختلافات العربية لم تعد اقليمية، ووصلت الى حروب أهلية مثلما يجري بين اللبنانيين حاليا أو صراع حماس وفتح في فلسطين. أو مشكلة دارفور أو التصفيات الدموية في العراق والصومال.
أعتقد انه في ظل هذه الخلافات الحادة التي يحاول فيها بعضهم الغاء الآخر واعدامه لايزال الوقت مبكرا جدا على مثل هذه الفكرة والا ستكون مثل اتفاقية الدفاع العربي المشترك حبرا على ورق، ومثل هذه الاتفاقيات الورقية لا تحقق آمالا بقدر ما تزيد من احباط المواطن العربي الذي يسمع عن اتفاقيات ومشاريع عربية ولكن لا يرى على أرض الواقع سوى أحاديث بعيدة عن الواقع وقريبة من الخيال، بيد ان الحلم مباح، وهكذا نحن نحلم والأمة التي تفتقر الى أبسط قواعد التنسيق في الرياضة لا يمكن ان تنسق مشروعا نوويا وكما يقال «فاقد الشيء لا يعطيه».
قارئي الكريم، كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة، ورؤيتي للواقع العربي باعتباري عضوا في البرلمان العربي محبطة، ولا اجد عبارة تعبر عنها (ولكن يبقى الحلم والأمل بغد أفضل، وقبل ذلك رحمة ربنا تعالى خير معين على واقعنا المرير).