بلا دين، ودون معرفة، كان الجهل طاغيا علينا، لمن نكن نعرف الديموقراطية، ولا مقومات الدولة، لم نفكر بالأمور الثانوية لأننا ما وجدنا حاجاتنا الأساسية، جل هم الإنسان كان مأوى واشباع بطن، لم نعرف صوت غير صوت الجوع وأنين طفل لا يجد ما يروي به ظمأه.
اليوم وقد وصلنا إلى ما وصلنا إليه من علم ومعرفة وإدارة أمور الحياة وقيام الدولة وبوجود القائمين على العدل، أشعر بتناقض يحث على الخرف.
يبحث العالم عن السلام فتزيد الحروب، نطبق الديموقراطية فتزيد الوسيلة، نطور مصادر الحياة فنزيد في إفسادها، نضع قواعد للسلطة فيزيد الظلم، تدعو الأديان إلى التسامح فيزيد التعصب والإرهاب.
إن ما يحدث في هذه الفترة من تناقضات وصراعات وتجاوزات لا شك في أنه سيغير خارطة العالم، كل المؤشرات تدل على وجود خارطة جديدة للعالم غير التي عهدناها، يصاحبها ألم لم يشعر به أحد من قبلنا فما كانوا يملكون أقل ما نملك، نسعى إلى الأمور الثانوية لكننا سنفتقد الأساسية، فمن يملك شيئا يتحسر لفقدانه على عكس من لا يملك شيئا فلا يخاف لضياع شيء لم يكن يملكه.
أعطانا الله فأسرفنا، وسعى الأولون فبطرنا، فخسرنا أنفسنا وما لدينا.