لم تعد الصحافة كما كانت عليه في الماضي، فبينما كانت تلتزم بالأدب وانتقاء المفردات الأخلاقية والبعد عن الشتائم، والمصداقية وهي لون من ألوانها الجميلة التي تشد القارئ لمتابعتها واحترام الرأي والرأي الآخر ومقارعة الحجة بالحجة بأسلوب سلس مبدأه «ادفع بالتي هي أحسن»، انقلبت معايير صحافة اليوم معاييرها وأصبحت تتسابق لترويج الفضائح والإساءة للآخرين بأسلوب قاس نهجه التهجم وتلفيق الاتهامات وظلم الآخرين.
والصحافة يجب ألا تكون أداة هدم وإنما وسيلة إصلاح ونتساءل عن دور جمعية الصحافيين، هل هو فقط حماية الصحافيين؟ وأن يكون لها دور إيجابي ورقابي وتوجيهي شامل يحد من أي مثالب تعكر الحياة الاجتماعية وتحرص على الوئام بين جميع أطياف المجتمع، وقانون النشر واضح وجلي وبنوده تمنع أي صحافي من التعرض لكرامة الآخرين والتشهير بهم والإساءة لهم وعلى الجميع أن يعوا ذلك في كتاباتهم وأن يراعوا المصلحة العامة للمجتمع والابتعاد عن الحياة الشخصية للأفراد، فالتطاول والشتائم والسباب أصبح سمة صحافة اليوم وعلى رئيس التحرير مسؤولية مراقبة المقالات قبل نشرها.
ينبغي علينا العودة لصحافة الماضي والاستفادة من دروسها والتحلي بالهدوء والكياسة والعناية باستخدام حرية الرأي وعدم الخروج عن المألوف واحترام الآخرين وتقبل آرائهم برحابة صدر والتي كانت سنة الأولين وشعارهم.
سائلين العلي القدير أن يحفظنا من كلمة السوء ويلهمنا صالح الأعمال انه سميع مجيب الدعاء.
الاقتراض
المعلوم للجميع ان القروض تمثل أداة سداد إلزامية وأي تأخر في الوفاء يكون للبنك الحق في اتخاذ الإجراءات الكفيلة باسترجاع ماله من الآخرين، لذا يصبح من الطبيعي ان على من يقدم على الاقتراض ان تكون لديه إمكانية السداد دون التعرض للضيق المالي بعد ان يأخذ بعين الاعتبار جميع الظروف التي قد تصادفه.
لذا أنصح الإخوة المزارعين وغيرهم بعدم الاقتراض من البنوك لإحياء أي مشروع بمبالغ كبيرة، فمن يقدم على مشروع يجب أن تكون جدواه الاقتصادية صحيحة وحسابات الربح والخسارة دقيقة وإمكانية السداد متوافرة وإلا فليبعد نفسه عن السقوط في متاهات الأزمات وما تتولد عنها من خسائر لن يتحملها إلا صاحبها فهو المسؤول عنها والملتزم بسدادها، وكما يقولون «الدين عماة عين» فاحذروه.
مشروع
منذ سنوات طويلة تردد على مسامعنا أحد المشاريع السياحية المهمة الذي لم يتم تنفيذه لأسباب لا نعرفها، فلماذا وفي وجود الوفرة المالية لا يتم إقراره ويكون ضمن المشاريع الجديدة لنضع لبنة إضافية على للسياحة بالكويت وهو من المشاريع الجاذبة والمرغوبة لدى المواطن والزائر مثلما نرى الطوابير عليه في الدول الأوروبية وهو ما يسمى بـ «التلفريك»، ويكون خط سيره على البحر بين السالمية وأبراج الكويت وهو المكان الأنسب لمثل تلك العربات التي يستمتع ركابها بمنظر الخليج والبر والفاصل بينهما النوادي والمقاهي الساحلية، وستكون تكلفة المشروع أقل من قيمة تحقيقه وفرحة المواطنين به، وسيضيف جزءا سياحيا مهما للمدينة وسيخدم معلما من معالم الكويت السياحية وهو الأبراج ويخفف من الازدحام على الطريق الساحلي للذاهب اليها.
آملين أن تتضافر الجهود للخروج بمثل تلك المشاريع السياحية.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.