هناك واجبات، بل هي أمانات مهمة في أعناق المواطنين تجاه وطنهم، ومن تلك الواجبات والأمانات الحرص على الوحدة الوطنية التي تعتبر ركيزة أساسية من ركائز مقومات الوطن، ومسلمة من مسلمات تقدمه وتجسيدا لما حرص عليه الآباء والأجداد.
والوحدة الوطنية في وطننا تتجلى معها سمات الحضارة التي تعيشها الكويت عبر السنين، وتبرز الوحدة الوطنية قيمة الانتماء الوطني بجعله هدفا يعمل الجميع على تحقيقه وتنميته والمحافظة عليه ليكون مكتسبا من مكتسبات الوطن وجزءا من تقدمه وتفوقه على الكثير من المجتمعات الأخرى.
وتعتبر طاعة ولي الأمر عنصرا جوهريا من عناصر وحدتنا الوطنية على مر السنين، وتحقيقا لوحدة الكلمة واجتماعها ومنعا للتشتت والافتراق واستتبابا للأمن والأمان، قال تعالى في كتابه الحكيم (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فولي الأمر يأتي بعد الرسول مباشرة لحجم وأهمية طاعته، ولقد أنعم الله علينا بحكام جعلوا من الدين منهجا ومن تطوير الوطن وارتقائه هدفا ومن نشر الأمن والأمان ديدنا.
ومما لا شك فيه ان النهج الذي اتبعه ولاة أمرنا بالتواصل المباشر مع المواطنين من خلال الزيارات والاستقبالات الدائمة والاستماع إليهم، وتبادل الرأي معهم غدا سنة حميدة لحكامنا، مما عزز من تأصيل الوحدة الوطنية في المجتمع الكويتي.
والحفاظ على الأمن والاستقرار كان ومازال من عناصر ومقومات وحدتنا الوطنية التي لها دور مهم في تعزيز التنمية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وإسباغ الطمأنينة على المواطنين، فالأمن ساهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي وتوفير جميع احتياجات المواطن وتقوية الحركة النشطة في مجال العقار والتجارة.
وعلى المواطنين الدور الأكبر لتطوير وطنهم والمحافظة على إنجازاته، وترسيخ البناء الداخلي ومحاسبة من يحاول اعاقته، وعلينا ان نكون سياجا مهما وحصنا حصينا لمنع المساس بجبهتنا الداخلية ومنع خرقها.
وحرص المواطن وحبه لوطنه لون من ألوان الوحدة الوطنية لتكون هذه المحبة طبيعية، فهذا الحب مصدر سعادته وشموخه وفرحه واستقراره، ولقد ساهم في تنمية وتعزيز الوحدة الوطنية في قلوب أبناء الكويت عناصر كثيرة منها الأسرة ودورها الكبير في تبيان حقوق الوطن على الأبناء ودورهم في المحافظة عليه وحمايته، ولوسائل التعليم دور لا يقل أهمية عن دور الأسرة في تنمية الوحدة الوطنية في قلوب الطلاب وهي جهود طيبة في تنمية الوحدة الوطنية وحب الوطن وإبراز المنجزات التي حققها الوطن وبيان دور الطلبة في المحافظة على أمننا الفكري والاجتماعي والوطني، وكذلك وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وهي من أهم الأدوات المؤثرة في تحقيق الوحدة الوطنية.
هذه هي أبرز مقومات وحدتنا الوطنية الكويتية التي يجب على الجميع العمل على تماسكها وتعزيزها منطلقين من أهمية التعاون والتكاتف والتعاضد والترابط والتلاحم بين أبناء الجسد الواحد محققين نعمة الأمن التي هي من أعظم النعم علينا والتي تعتبر آلية متلازمة لتحقيق النعم الأخرى التي نعيشها في كويتنا الحبيبة، ولا ينال أو يغير من ذلك وجود تلك الفئة التي تتخذ من عنصر التأزيم وسيلة لتمرير أجندة المصالح الشخصية التي تلهث وراءها تحت غطاء وثير من التناقضات الجليلة والشعارات المستهلكة التي باتت ظاهرة للعيان يكشفها القاصي والداني، لأن العبرة في ذلك للوعي والإدراك الذي يتحلى به المواطن بحيث أضحى يتدبر بفطنته غايات أصحاب المزايدات وأهدافهم المادية البحتة.
ونتيجة معايشتنا للأوضاع الحالية أذكر هذين البيتين للشاعر الكبير فهد بورسلي مع تغيير كلمة:
سائلين المولى العلي القدير ان يحفظ وطننا من كل سوء ومكروه انه سميع مجيب الدعاء.