ما نعيشه من تناقضات ومفارقات يتوقف أمامها الإنسان ويشعر بالحيرة والإشفاق على ما انتهى إليه حالنا اليوم، حيث أصبحنا في آخر الطابور، فنحن نقف موقف المتفجرين تجاه أهم مشكلات وشؤون حياتنا وحياة وطننا، ورغم ذلك مازلنا نمارس فضيلة الديموقراطية والتغني بتاريخنا العريق ونسينا اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين لأننا نسلك عكس ما يعنيه معنى كلمة الديموقراطية التي يجب ان يمارسها الجميع، فالوطن وقوانين هذا الوطن ليس حكرا على فئة دون اخرى، فالبعض يرى الديموقراطية ويطبقها من وجهة نظره هو وبذلك أصبحت الديموقراطية في بلادنا عرجاء لا تسمح للرأي الآخر ان يتواجد، كما أصبحت أيضا عوراء وبعين واحدة وتحجج البعض بأن هذا الوضع يرتبط بالشرع والدين، والشرع والدين من ذلك براء فحين نطالب بحقوقنا أو نشارك في وضع القرار يلوح البعض بالدين ويستغفر عنا خطيئة مطالبنا لأننا أخطأنا في المحرمات مع ان في ذلك افتراء على الدين والقيم وظلما كبيرا له حيث ان الله سبحانه وتعالى كرم المرء وجعل قيمته في سلوكه وأفعاله.
ومع كل ذلك مازال البعض يحارب المرأة في كل ما تقدم من أعمال جليلة نفتخر بها وهنا لابد لنا من وقفة نحاسب فيها أنفسنا لاسيما بشأن الخلط العجيب بين مفهوم الديموقراطية والضحك على الذقون والآن اسأل ماذا يريد الدون كيشوتيون ببحثهم الدائم عن معركة وهمية بين الرجل والمرأة خصوصا أننا في القرن الواحد والعشرين وهنا حري بنا ان نسأل الى متى ستظل المرأة تشعر بالاضطهاد والى متى ستظل تحس بالمذلة وهي في عقر دارها؟!
المرأة الكويتية لعبت دورا كبيرا إبان الاحتلال الغاشم على ارضنا، كما انها لعبت دورا بارزا خارج البلاد لفضح أهداف المحتل وذلك لتأمين الدعم العربي والعالمي الذي ساعدنا على تحرير بلادنا في وقت قياسي، فأين كان من يطالبون بالحجر على المرأة وطلب الوصاية عليها؟ هل كانوا وقتها نياما واستيقظوا الآن؟
هناك بعض الرجال مازالوا يعاملون المرأة وكأنها خلقت فقط للإنجاب ورعاية الزوج والأولاد، أما قضايا المرأة والتي مازالت عالقة فلها حدود لا يجوز لها ان تتجاوزها وهي حدود تصل الى درجة المحرمات في نظر البعض.
عزيزي الرجل اذا خرجت منك كلمة الحق كانت هذه الكلمة وسيلة لإيصال الحقيقة الى الآخرين خصوصا اذا كانت هذه الكلمة صادقة ونابعة من القلب فإنها تنتقل من القلب الى القلب. دون وسيط أو عثرات في طريقها، فلماذا تكون أنت العثرة؟
عزيزي الرجل الذي ينادي ويتظاهر انه يؤمن بالديموقراطية:
هل تنفع الديموقراطية في مجتمع لا يميز بين حرية الرأي وديموقراطية السكوت؟ ما أريد قوله الى كل هؤلاء الذين مازالوا يحاربون المرأة ويطالبون بفرض وصايتهم عليها ان افتحوا عيونكم لتروا العالم، فالعالم يراكم ويشفق عليكم ويرثي لحالكم.
[email protected]