لقد أثبت النظام الإيراني وعلى مر تاريخ حكمه للدولة الإيرانية أنه لا يرتقي إلى نظام الدولة، ولا يراعي أي معايير وقوانين دولية تحكم علاقته مع الدول الأخرى، فإيران تحكم اليوم بمزاج المرشد المتحكم في كل مفاصل هذا البلد الذي يعتبر من أغنى دول العالم من حيث الموارد الطبيعية والبشرية والذي يقبع أكثر من 40% من شعبه تحت خط الفقر.
التعدي على السفارة السعودية في إيران ليس بالجديد، ففي عام 1987 اقتحم الحجاج الإيرانيون الحرم المكي الشريف وقتلوا حجاجا وأفراد أمن سعوديين كانوا يقومون على خدمة الحجاج، لكن التعامل الحكيم والحازم الذي اتخذته الحكومة السعودية أدى إلى إخماد المخطط الإيراني في وقته، وعلى إثره خرجت مظاهرات في طهران بإشراف النظام الإيراني وبمساعدته على اقتحام السفارة السعودية في طهران وقتل أحد الديبلوماسيين السعوديين وتم احتجاز آخرين في السجون الإيرانية، ما أدى إلى قطع العلاقة بين البلدين في أبريل عام 1988، ومرة أخرى يعيد النظام الإيراني أخطاءه بإعطائه الأوامر لأتباعه بحرق واقتحام السفارة السعودية في إيران والقنصلية في مشهد، لكن هذه المرة تختلف عن سابقتها كثيرا، وأولى هذه المفارقات أعداد المتظاهرين في الحالتين.
ففي المرة الأولى كانت أعداد المتظاهرين بمئات الآلاف وهذا مؤشر على مدى تأييد الشعب للنظام في ذلك الوقت، أما في هذه المرة فكانت الأعداد لا تتعدى العشرات، وهذا مؤشر على السخط الشعبي وعدم التفاعل مع النظام من قبل الشعب الإيراني الذي مل من كثرة الشعارات الكاذبة التي يحاول النظام تسويقها له.
من يعتقد أن ما قامت به إيران سيمر مرور الكرام فهو مخطئ، لأن تبعاته ستكون على هذا النظام وخيمة، ولن يستطيع النظام الإيراني تحمل ما هو قادم، لقد صبر الأشقاء السعوديون كثيرا على هذا النظام على أمل أن يعود الساسة الإيرانيون لرشدهم ويتخلوا عن مخططاتهم الشريرة في المنطقة، وأن يراعوا حسن الجوار والأخوة الإسلامية التي تجمع الشعوب المسلمة، لكن أثبت هذا النظام أنه لا يعرف غير بث الفرقة والعداوة بين المسلمين.
لقد أصبحت المواجهة الآن مباشرة، وسيعرف كل المخدوعين حجم السياسات الفاشلة لهذا النظام.
[email protected]
dmalhajri@