هل يمكن لأحد أن يخبرني ما أبرز ما قيل في ندوة السعدون التي أقيمت على أحداث طلب الحكومة رفع الحصانة عن النائب فيصل المسلم، والتي كانت في إطار قتل الرقابة البرلمانية؟ ومن كان المشاركون فيها؟ لا أظن أحدا سيجيبني سوى من حضر الندوة بنفسه، أو من له عناية شديدة بدقائق الأمور السياسية، وأجزم يقينا بأن السواد الأعظم من الناخبين خاصة لا يعلمون ما طرح في تلك الندوة من قضايا عظيمة ومخططات خطيرة تمس حقوق الشعب وحصانة نوابه في مجلس الأمة.
أنا أعلم يقينا أن كثيرا من القراء قد يتساءل عن أي ندوة أتحدث، ومتى كانت؟ وما أسبابها؟ ولا ألومهم لأنني أتحدث عن ندوة لم تعرف بهذا الاسم «ندوة السعدون» أو «ندوة الانتصار لفيصل المسلم»، إنما عرفت واشتهرت باسم «ندوة ضرب الجويهل»، فخبر الاعتداء على الناشط السياسي المثير للجدل محمد الجويهل غطى على كل ما تضمنته تلك الندوة، ومثلها تماما ندوة ديوان النائب د.جمعان الحربش، فلا يعرف الكثيرون ما دار فيها وما تم تداوله، بل أصبحت لا تعرف إلا بحادثة ضرب نواب مجلس الأمة على أيدي رجال الأمن، وهذه وتلك وغيرهما كلها أعمال مصطنعة مختلقة يراد منها تغطية أحداث أكثر أهمية.
وما جرى في هوشة مجلس الأمة مؤخرا ما هو إلا إحدى حلقات مسلسل افتعال الأحداث وإلهاء الناس عما هو أهم، فقد نزع من المجلس قبل أيام أسنانه ومخالبه، وعطلت أحد أهم أدواته الدستورية وهي الاستجواب، كما بدأت أولى بوادر طمطمة قضية الخلية الإيرانية الاستخباراتية باستضافة وزير الخارجية الإيراني في الكويت، وعودة تبادل السفراء، وكل هذه الأمور تريد من يعمي الناس عنها، ويشغل الدواوين عن الحديث فيها.
وأمام كل ذلك يأتي نائب مدفوعا نحو زملائه يرميهم بأقذع التهم، ويناقش قضية قد لا يكون ملما بأبعادها الإنسانية، ويتهم مواطنين كويتيين في سجون غوانتانامو، مازالوا أبرياء في عيون الحقوقيين في العالم أجمع، ولم يدنهم القضاء الأميركي المدني حتى الآن؟!
أخيرا: من الظلم البين زعم إحدى الصحف الإلكترونية المحلية أن مثيري الهوشة التاريخية هم فقط من الملتحين والمعممين، يعني بالعربي: أهل الدين فقط، وغضوا الطرف عن زملائهم الآخرين في نفس تلك الواقعة، وتناسوا أحداث «حذف جلاص الماي» الشهيرة، والكلمات النابية الخادشة للحياء التي تبادلها بعض النواب، لكن لماذا لا يقال إن تدني مستوى الحوار والتعدي بالأيدي وترسيخ الطائفية والفئوية والشخصانية تزامن مع دخول المرأة البرلمان؟ فهذا التحليل والاستنتاج أكثر منطقية من تحليل تلك الجريدة الإلكترونية بكثير، والله المستعان.
[email protected]