حقك علينا يا صاحب السمو على كل ما بدر منا، حقك علينا بأننا لم نمتثل لنصائحك الأبوية الحكيمة والعديدة والتى قلت في إحداها «أعينوني»، ابتعدنا عن كلماتك الحكيمة فضللنا الطريق، قلت لنا «تعاونوا» فلم نتعاون، قلت لنا «ارتقوا بلغة الحوار» فاتجهنا إلى التجريح، قلت لنا «كلكم أبنائي وأبناء الكويت فابتعدوا عن الطائفية والقبلية والفئوية» فأصّلناها، قلت لنا «ابتعدوا عن تهييج الشارع والنزول إليه ومارسوا دوركم في البرلمان» فاخترنا الشارع بدل البرلمان، قلت «إن الله حبانا بالنعم الكبيرة وعلينا الحمد والشكر لله والحفاظ عليها من خلال التعاون والمحبة والاخلاص بالعمل لكي نطور حاضرنا وينعم بها أجيالنا في المستقبل»، فلم نع عمق معاني كلماتك الخالدة والحكيمة.
حقك علينا يا سمو الأمير، فنحن أتعبنا سموك بتصرفاتنا التي لا نعي سلبياتها.. سمو الأمير نستسمحك عذرا على سوء اختيارنا لبعض ممثلينا في مجلس الأمة فقد قلت لنا «أحسنوا الاختيار»، فلم نحسن الاختيار بل كان اختيارنا عاطفيا، ولم يكن واقعيا لمستقبل الأمة، بل كان لمصالحنا الشخصية وليس لمصلحة بلدنا. قلت «طبقوا القانون على الجميع»، فلم نفعل ذلك بل فاضلنا بين الشريف والفقير.. قلت «تسلحوا بالعلم فإنه سلاح الأمم» فاتجه البعض إلى شراء الشهادات ولم يعوا أن العلم بالتعلم وليس بورقة تعلق على جدران المكاتب.
سمو الأمير، نستسمحك عذرا أننا زدنا عليك ثقل المسؤولية. نعاهدك بأننا سنجعل كلماتك الأبوية السامية والحكيمة نبراسا نقتدي به من أجل تلاحمنا الفطري الذي جبلنا عليه ومن أجل بلدنا الكويت.
نعم يا سمو الأمير أنتم من حفظ الدستور وأنتم القلعة المحصنة للحفاظ عليه.. نعم أنتم وفي عهدكم الميمون ازدهرت وسائل الإعلام بكافة أنواعها المقروءة والمرئية والمسموعة، بل زاد هامش الحرية وأصبحت الكويت مثالا مشرفا للديموقراطية وحرية الرأي والانفتاح، يشهد لها القاصي والداني في شتى أنحاء المعمورة.. أكدت مرارا وتكرارا يا سمو الأمير أن الديموقراطية احترام الرأي والرأي الآخر، الديموقراطية هي عمل مؤسسي تستفيد منه البلاد، الديموقراطية حرية مسؤولة، الديموقراطية عمل وإنجاز واجتهاد، الديموقراطية تؤصل الولاء والمحبة والسلام، الديموقراطية مشاركة الحاكم والمحكوم للاستقرار واتخاذ القرار لمستقبل وطن، الديموقراطية تعزز العلاقات الدولية بانتهاج الحكمة في التعامل مع الآخرين، الديموقراطية سيادة القانون وتطبيقه، الديموقراطية تعني العدل والمساواة.
نعاهد سموك بمخاطبة ممثلي الأمة بالكلمة المسؤولة وسننصحهم بالإرشاد والتوجيه والشد من أزرهم إذا عملوا وأنجزوا، وذلك فيما يعزز المصلحة العامة وتبقى الكويت فوق كل اعتبار. كما أننا نؤكد على إيماننا الثابت بدولة الدستور والقانون والمؤسسات، وسنكون جنبا إلى جنب لمنع أي خروج عن إطار الثوابت الوطنية واحترام القانون، كما أن الاختلاف في الرأي يثري الإبداع والإنتاجية، إلا أن الأهم هو أننا سنجتمع على قلب رجل واحد، فالكويت هي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فلك السمع والطاعة يا صاحب السمو الأمير.
[email protected]