لا يخفى على أحد انحدار الخدمات الطبية بالكويت، أقولها وقلبي يعتصر ألما على وطني، هذا الوطن الذي بناه آباؤنا وأجدادنا وكانوا سوره الحصين بإخلاصهم وتفانيهم في حمايته وبنائه وتأسيسه على أفضل الأسس من جميع النواحي، فعملوا ما عليهم، لكن المحزن اننا لم نفعل مثقال ذرة مما عملوا، وهنا اقصد الحكومة المنوط بها رعاية وإدارة وحماية مؤسسات الدولة، وأعضاء مجلس الأمة المنوط بهم مراقبة الأداء الحكومي، لا يحركون ساكنا إلا وفق حساباتهم السياسية والتي حادت في بعضها عن الجادة الشعبية ومصلحتها. لقد صعق الجميع عندما بثت إحدى الفضائيات الكويتية يوم 23 الجاري مقطعا مصورا عن طريق الهاتف النقال لمأساة إنسانية لأطفال كويتيين وغيرهم وهم مرميون على الأرض في مستشفى الجهراء، بجناح الأطفال والأجهزة الطبية محيطة بهم في غرفة هي بالأساس استراحة، وهم أطفال خُدّج وأصحاب إعاقات مختلفة، مخز ومحزن أن يحصل هذا في دولة مثل الكويت والتي تبني المستشفيات والجامعات وكافة أنواع المشاريع في مغارب الأرض ومشارقها، ومستشفياتنا أسوأ من السيئ، ما هذا التناقض؟ وما هذا الاستخفاف بالشعب؟ نعالج الآخرين ونعلمهم ونبني لهم، والكويتيون يعانون كل يوم وفى كل مكان، أين أنت يا حكومة الإصلاح المزعوم؟ أين أنتم أيها النواب يا من تنادون بالإصلاح؟ ألا تخافون من دعوة المظلوم والتي ليس بينها وبين الله حجاب؟
هذه إحدى المآسي وما خفي أعظم، ولا يستثنى من هذا الاستخفاف بصحة أهل الكويت وسوء الخدمات الطبية أي مستشفى حكومي بالكويت، فإلى متى يستمر هذا الوضع المشين؟ أين من ينعمون بخيرات الكويت من هذه المصائب؟ أم ان الموضوع: نفسي نفسي؟ فنرى هؤلاء عندما يصاب ببرد تسخر له ولأهله الطائرات الخاصة لتلقي العلاج في أرقى وأفضل المستشفيات العالمية في أوروبا وأميركا، أما المواطن البسيط فلا عزاء له، وعليه أن يضطر الى صرف معاشه البسيط لتلقي العلاج بالشيء القليل من الإنسانية والاحترام مقابل شفط كل شيء من المعاش في المستشفيات الخاصة. سنطالب وترتفع أصواتنا إذا لم تعمل الحكومة وفورا على حل ملف الصحة بشكل جذري وسريع، وسيكون لنا موقف مع الأعضاء في كل مكان نراهم، وبكل تأكيد سيكون الحساب عند صناديق الاقتراع عسيرا، فالجميع ـ الحكومة والأعضاء ـ أدوا اليمين على هذا النحو وفقا للدستور «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير، وأن احترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق» فأين أنتم من هذا القسم وأبناؤنا المرضى على الأرض في مستشفى الجهراء؟
[email protected]