Note: English translation is not 100% accurate
التعيينات الحزبية في ازدياد
الأحد
2006/10/29
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
انتقاد البعض لقرارات وزيرة المواصلات لا يأخذ في الاعـــتبار ان الحياة الحزبية ســــتكون مليـئة وطافحة بمـــثل هذه القــرارات، والامر لا يتــــــعلق لا بالطائفــية ولا بالقبلية، فالنــظام الحزبي سيـقنن هذه التصرفات ويجعل الاختيار حسب الانتماء امراً مشروعاً، و«من صاده عشى عياله» سيتحول من مثل ساخر الى ممارسة شبه يومية في اروقة الدولة، يمارسها الجميع وبشكل مقبول في ظل النظام الحزبي.
هي (الوزيرة) استاذة جامعية، وهي شخصية ليبرالية على ما أعلم، ومع ذلك ففي النظام الحزبي لا اهمية لرأيك، فأنت لم تصل الى موقعك الا بسبب تصنيفك، وهذه فاتورة يجب عليك سدادها.
يحدثني احد المسؤولين: «دخل وكيل الوزارة مكتبي وقال بالعبارة الصريحة، راح نرقي فلان، تدري هذا من جماعتنا، وهذى مسألة ما فيها اخذ ورد».
الذين قد يترددون في الانصياع لهذا النمط الذي تجرى ممارسته اليوم في النظـــام «شبه الحزبي» ثم مستقبلا في النظام «الحزبي الكامل»، هؤلاء المترددون، مثل د. اسماعيل الشطي الذي رفض ترقية عادل القصار، رغم انه استحقها قبيل توليه الوزارة، وذلك لحماية (...) نفسه، ولو على حساب حق القصار وكفاءته، هذا التردد سيتحول الى سباق في النظام الحزبي الكامل، مثلما حدث مع «الوزراء /النواب» في تسخيرهم مقدرات الدولة في اصدار قرارات انتخابية، كانت البداية «تجريبا» من البعض، واختبارا تحول الى سباق، دفع ثمنه «القوى الامين» لصالح ساكن منطــقة «النــائب / الوزير»، والمفــتاح الانتخابي لـ «النائب / الوزير».. الخ.
شيء مشابه سيحدث في النظام الحزبي، وهو يجري حالياً بدرجة معينة. في دول اخرى يتم توزيع الوزارات على افراد من الاسرة الحاكمة، فتكون امتداداً لنفوذه الشخصي، وربما نفــــذ موظفوها بناء ممتلكــاته الشخصية من ميزانية الوزارة، البعض عندنا يتندر من هذه الممارسة، بينما نحن نتجه اليها في خط مبـاشر، فالنظام السياسي عندنا لا يسائل الوزير بل يمنحه ايحاء معيناً، فينطلق في تلك الممارسة الى اقصى حد، وفق تأثير الضغوط الحزبية والفئوية.
أعتقد ان تحذيراتنا هذه لا جدوى لها، فنحن في بلد لا يؤمن بالتحذيرات، ويفضل ان يعيش التجربة.
قبل 1990 كان التحذير من اثر التصعيد المتلاحق يصطدم بالتجاهل، وعبارة «هذا تخويف» فلما وقعت الفأس سمعنا «اجتهدنا، وأخطأنا» رغم ان تداعيات ذلك لم تكن خطأ في رؤية هلال شوال، بل خسارة وطن.
نعم، التحذيرات هي مضيعة للوقت، فلنجرب السير على حافة الهاوية السحيقة، ربما لا نسقط في وادي التشرذم مثل بعض جيراننا، ربما تكون تلك التحذيرات مجرد تخويف، ربما.. ربما.. ربما.
كلمة اخيرة:
كتب عـــمر بن عبدالعـزيز ( رضى الله عنه ) الى احد بنى امية يطلب الولاية ويصفه بالظلم فقال له عمر: «وان اظلم مني من استعمل الحجاج بن يوسف، يسـفك الدم الحرام، ويأخذ المال الحرام، وان اظلم مني من استـــعملك صبياً سفيهاً على جند المسلمين تحكم بينهم برأيك، وما حمله على ذلك الا حب الوالد لولده، فويل لك ولابيك، وما اكثر خصماكم يوم القيامة».
اقرأ أيضاً