Note: English translation is not 100% accurate
«الإنصاف» من أقوى سبل مكافحة الفساد
السبت
2006/11/18
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
عقدت في غرفة التجارة ندوة حول ما يعانيه المقاول المحلي في تنفيذ مشاريع البنية الأساسية للدولة، في ضوء متغيرات متسارعة يشهدها الاقتصاد العالمي، ترتفع معها أسعار المواد الأولية، سواء بسبب كثافة الطلب من الصين على تلك المواد، أو بسبب سرعة النمو في منطقة الخليج، وما يؤدي اليه ذلك من ضغوط على الأسعار.
مناقشة هذا الموضوع تصب في صالح مكافحة الفساد، فان ملاحقة المفسدين، لا تقل أهمية عن متابعة أحوال العاملين بنظافة واجتهاد لانجاز الأعمال بالصورة اللائقة، ومن يتجاهل هؤلاء فإنه يعزز من قدرات المفسدين بشكل مباشر.
في قطر تحدث سمو أمير البلاد عن هذه المشكلة في وسائل الإعلام، وأعلن «انه يتابع أنسب الحلول لها» ونحن نحتاج مثل هذه المراجعة والحلول الشافية، ومن بين تلك الحلول اعادة النظر في صيغة العقود التي يعود بعضها الى عام 1956، وهي لا تأخذ في الحسبان المتغيرات الكثيرة في دنيا المشاريع الرئيسية، لهذا أصبح مشهد مشروع معطل لأشهر طويلة مألوفا، فالصيغة الحالية ـ عندنا ـ لا تعالج ارتفاع أسعار المواد الأولية بشكل صاروخي، ما يضطره للتوقف، والذهاب مع الحكومة الى المحاكم والتفليس، والمتضرر هو الطرفان.
يقول أحد المقاولين: «في هذه الهوجة حرامية، حرامية، ما تمسكون إلا العاملين بإخلاص ونزاهة، وهؤلاء يحتاجهم حتى المقاول الأجنبي، فالمقاولون بالباطن للتفاصيل الصغيرة الموجودون في السوق المحلي لا تستغني عنهم أكبر الشركات العالمية».
انتهى نعم، لقد اهتمت الدولة بالمضاربين في سوق الأسهم ردحا من الزمن، وآن الأوان كي تهتم بالعاملين تحت الشمس، يقول مقاول آخر: «ندخل في منافسة حرق أسعار واذا فزنا فيها نتحاشى نشر اعلان، هناك من ينظر إلينا بالريبة، وهذه مصيبة، فنحن كنا ننزف مصاريف ورواتب لمدة عام أو أكثر لصالح هذه المناقصة، ونحرق السعر لوجود منافسة شديدة، ثم ننفذها في ظل عقود اذعان تدفعك للجنون أو «...» ونحن نقاوم، ومع ذلك ينظر البعض إلينا بالريبة، واذا شاهد حركة المشاريع النشطة في دول الخليج يتحسر على بلده وضعف تنفيذ المشاريع فيه، وهو لا يدري شيئا عن الأسباب والمعاناة التي نواجهها».
ان الجهات الحكومية مطالبة بالموازنة بين حفظ حق الدولة ـ بكل وسيلة ـ وبين العدالة مع هذه الفئة، التي اذا تعثرت تباطأت، بسبب ذلك ،حركة البناء في البلاد.
تحدث مسؤول في شركة سيارات كبرى أوروبية قائلا: «.. ونتابع الأوضاع المالية للشركة البرازيلية التي تصدّر لنا الحديد، ورتبنا لها تمويلا لاجتياز أزمتها، فهي اذا تعثرت نتضرر نحن بشكل مباشر» انها نظرة بعيدة نتمنى ان نأخذ بها بشكل متوازن، حتى لا نكتفي باطلاق التساؤلات المملة: «لماذا تتوقف المشاريع عندنا بينما تسير بخطى حثيثة، عند غيرنا؟!»
كلمة أخيرة:
قال عمر بن عبدالعزيز لزوجته، في يوم قائظ شديد الحر: «روّحيني» فجعلت تحرك المروحة، فيأتيه منها الهواء، ثم انها نعست، فنامت وسقطت منها المروحة، فأخذها عمر، وجعل يروحها، فانتبهت، وأرادت أخذها، فقال لها: «انما أنت بشر مثلي وأصابك من الحر ما أصابني».
اقرأ أيضاً