فاطمة شعبان
كنا في جلسة شاي عائلية، مع أطباق من الحلوى، بعد وجبة غداء دسمة، وقالت إحدانا: أزداد استغرابا من مجتمعنا ومن الأعداد الهائلة للمطاعم والمخابز التي تفتح شهريا مع علمي المؤكد بنفسي وبأخواتي المواطنات أننا ممن يتقن فنون الطبخ ذي النكهة العربية والوطنية التي تمتاز بأطباق عربية أصيلة، بجانب الأطباق العالمية، وأزواجنا لا يستسيغون طبخ الخادمة أو الطباخ
فإذا كان تقيمها للوضع العام والخاص صحيحا فما معنى: تزايد المطاعم والمخابز في البلاد؟ ولماذا نشاهد أمام كل مخبز أو مطعم زرافات ووحدانا - داخلين وخارجين- محملين بما لذا وطاب من المعجنات والحلويات المختلفة؟
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: أين يذهب كل هذا الطعام؟ ومن يأكل كل ذلك؟ خاصة إذا كانت ربة البيت تعد الطعام بمساعدة خادمتها في البيت؟
وإذا قلنا إننا نلتزم بوجبة الغداء في البيت أما العشاء فغالبا ما يكون من المطعم أو المخبز.
فترد المتسائلة باستغراب: إذن لم تزدحم المطاعم والمخابز وقت الظهيرة؟
وقالت إحدانا همسا: الظاهر ان المتحدثة ما عندها شغل غير الدوارة على المطاعم «ولا شدراها».
وبدوري أقول: إننا نطبق القول القديم ولكن ببعض التحريف فيه «إننا قوم نأكل قبل أن نجوع وإذا أكلنا لا نشبع «ما رأيكم..؟
أو اننا شعب نأكل سبع وجبات بدلا من ثلاث كما هي العادة في دولنا العربية، أو وجبتين كما هو متعارف لدى الدول الصناعية.
لذا نرى أن 75% من النساء اللاتي تزيد أعمارهن على 30 عاما في 21 دولة منها الكويت بدينات للغاية كما ذكر تقرير منظمة الصحة العالمية إذن كيف سنعالج الموضوع؟ بالطبع الحل لدى بيوت الأزياء فعندما ندخل إلى أي سوق أو مجمع نرى الإعلانات على واجهات المحلات «يوجد لدينا xxxl وهذه الإكسات تتزايد.
فمن حق البدينات أن يجدنا ما يناسبهن من الملابس بكل أنواعها ولا داعي لأن تفكر بعمل ريچيم ولكن هل هذا هو الحل؟
يقول صاحب شركات استيراد حبوب التخسيس التي تتسابق إعلاناتها على صفحات الإعلانات «الحل لدينا فحبوبنا لا يعلى عليها وهي مرخصة دوليا ولا تحمل أي أعراض جانبية» والمرأة التي تحافظ على جمالها لابد أن تكون رشيقة القوام لذا نحن من لدينا الحل.
وإذ بنا نقرأ أن امرأة نقلت إلى العناية المركزة بسبب تعاطيها لتلك الحبوب
كل تلك الشركات من المطاعم إلى بيوت الأزياء إلى شركات استيراد أدوات التخسيس إلى.. إلى.. كلها من المفترض ألا تستطيع ممارسة أنشطتها دون الترخيص من وزارة التجارة فهل يعقل نحن كدولة حضارية أن نمنح تراخيص لأولئك التجار دون عمل دراسة للقوة المستهلكة (الشرائية)
قيل لأصحاب المطاعم الخاسرة حول العالم: عليكم بالكويت فافتحوا فيها ما تشاءون فإن المطاعم والمخابز هي التجارة الرائجة هناك.
فلو قلت المخابز والمطاعم، أدري إني دوختكم، فإن الأصناف المعروضة التي تسيل لها اللعاب ستقل وبالتالي أصحاب الإرادة الضعيفة أمام الطعام لن يجدوا البدائل الكثيرة عندها سيكتفي بما تجود به مطابخ منازلهم، وبذلك نحافظ على الرشاقة والصحة ونوفر الأموال الطائلة التي نصرفها على تدهور الصحة.