نبدأ بما لنا وما علينا من استيضاح الأمور الخافية ومن يتجنى علينا.
العراق ثاني بلد بالعالم يمتلك أكبر احتياطي من النفط، العراق بلد الماء العذب، دجلة والفرات، ولديه أهم وأعظم المواقع السياحية والتاريخية والتراثية بالعالم.
العراق لديه أكبر مخزون غذائي من التمور، وهو بلد الثروة الحيوانية، وعنده من المنتجات الزراعية الكبيرة، فلديه أفضل الأراضي ذات التربة الخصبة للنباتات، إضافة إلى ثروة سمكية كبيرة.
كل هذا المخزون العالمي والدولي تتمتع به الجمهورية العراقية حتى فاقت العديد من دول العالم، فهم الأغنياء، ونحن الفقراء، سبحان الله.
وعلى مدار أكثر من سبعين عاما والعراق يعيش حياة الحروب والانقلابات حتى فقد الأمن والأمان والاستقرار في أركانه، بدءا من تولي وتعاقب كل من: نوري السعيد، عبدالكريم قاسم، عبد السلام عارف، أحمد حسن البكر، وصدام حسين، الحكم فيه، فهذه الحقبة جعلت العراق ينغمس في وحل الحروب والمؤامرات والخيانة والفساد التي استشرت به طوال هذه السنوات فدخل حرباً مع إيران لمدة ثماني سنوات نزف فيها أمواله وثرواته حتى خسر كل شيء، ولذلك التفت العراق إلى الكويت بحجج واهية لا أصل لها، يريد أن يعوض خسائره من تلك الحروب والمؤامرات والانقلابات وغيرها، مما جعله على شفا الحافة الهاوية من الانقسامات الداخلية، ولذلك وجد النظام الحاكم البعثي آنذاك أن يرمي هذه الخسائر تجنياً على الكويت، فقام هذا النظام الصدامي بغزو الكويت لتغطية فضائحه من الفساد، وعندما دحرته قوات التحالف الدولي وتم إخراج هذا النظام من الكويت بالقوة الدولية بدأت تظهر حقائقه أمام العالم وحقده وكراهيته والبغضاء التي يحملها تجاه الكويت.
بعد رحيل النظام البعثي من العراق سلط الله عليه قوة أخرى هي تنظيم (داعش) وهم مقاتلون من كل حدب وصوب ينسلون، ولم يتجاوز عددهم خمسة أو ستة آلاف مقاتل استطاعوا السيطرة على العديد من المناطق العراقية، ومن هذه المدن (الفلوجة، الرمادي، غرب بغداد، نينوى، وكبرى مدنها الموصل، كركوك، صلاح الدين)، وغيرها من المدن الأخرى، فقد استعان العراق بدول أخرى حتى تخلصه مما هو فيه من ضياع كبير.
ورغم جراح الكويت وشعبها من الأحداث التي تعرضت إليها من جارتها العراق إلا أن الكويت أبت أن تقف مكتوفة الأيدي حيال هذه الأمور التي دهورت من حال العراق، فقدمت العديد من المساعدات للشعب العراقي دون الالتفات لما حصل لها على أيدي الأنظمة العراقية السابقة.
واليوم نرى التطاول والاستفزاز من ثلة قليلة من العراقيين الذين يتهجمون على الكويت من خلال مؤتمر إعمار العراق.
طوبى لكِ يا بلادي يا أم الخير والطيبة، بلادي رغم صغر مساحتها، وقلة عدد شعبها، لكن عطاءها يفوق العالم كله، فهي كبيرة بكل ما تحمله معاني الحياة، هي العطاء والوفاء والرحمة والإخلاص، هي بلد الأمن والأمان، بلد المحبة والسلام والإخاء.