يتساءل الكثير منا لماذا أصبح اعتماد الطالب بشكل أساسي على الدروس الخصوصية التي تثقل كاهل رب الأسرة وتلتهم نصف راتبه الشهري؟ هل هو ضعف مستوى المدرسين في المدارس الحكومية، أم تعمُّد من المدرسين أنفسهم بعدم شرح المنهج بصورة مفهومة لإجبار متلقي العلم طلب مدرس خصوصي، للاستفادة من المردود المادي الكبير الذي يفوق راتب المدرس أضعافا مضاعفة من إعطاء الطلبة دروسا خصوصية في الخفاء.
ملف الدروس الخصوصية ظاهرة تجب محاربتها والقضاء عليها، من خلال سن قــانون رادع يمنع المدرسين من امـــتهان مهنة الدروس الخصوصية في شــتى مراحل التعليم، والعـــمل كذلك على إصـــلاح المنـــظومة التعليــمية بجلب مدرسين ذوي كفاءة عالية ومعاير خاصة بالمدرس الذي يتم التعاقد معه.
لا يلام الأهالي من الاتفاق مع مدرسين خصوصيين خوفا على مستقبل أبنائهم، بعد أن وصل بهم الحال بأن المدارس الحكومية شُيعت الى مثواها الأخير، وأصبحت الدروس الخصوصية هي البديل.
لا يخفى على الجميع بأن ظاهرة الدروس الخصوصية أصبـحت واضحة، ويعلم بها القاصي بعد الداني، لذلك أقترح إعادة النظر في المناهج الدراسية والارتقاء بمستوى المدرسين، كذلك فتح المجال والجلوس مع رواد التعليم السابقين، وما أكثرهم، للاستفادة من خبراتهم والإمكانات التي يتمتعون بها للنهوض بمستوى التعليم والقضاء على آفة الدروس الخصوصية التي تنخر جيب المواطن طوال العام الدراسي.
[email protected]
k_alshemmari@