[email protected]
اقتضت الحكمة الإلهية التنوع والاختلاف بين جميع أجناس وأنواع خلق الله سبحانه، بل وبين جميع أفراد موجوداته، فلا تطابق بين أي فردين من النوع الواحد.
هذا التفاوت كما هو مبرر للتكامل، فهو أيضا مسوغ للتدابر والتفارق، والإنسان لا يخرج عن هذه الطبيعة المخلوقة، فلأفراده وفئاته حق الاختلاف فيما بينهم في كل شيء، ما عدا شيء واحد لا يصح لهم فيه وهو إنسانيتهم التي بالخروج عنها خروج على فطرتهم بما يدمر نوعهم الإنساني ويهتك أفرادهم.
«د. ريما خلف» - الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) - اسم ناصع لامرأة عربية سيكتبه التاريخ مخلدا موقفها الشجاع والجريء الرافض للخروج على القيم الإنسانية حتى لو كلفها ذلك، فقدت وظيفتها التي هي مصدر رزقها، لقد طلب منها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس - على أثر ضغوطات سياسية لدول مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان - سحب تقرير الاسكوا الممتاز على مستوى البحث والتحقيق، والذي يدين ممارسات الكيان الصهيوني في سياسات وإجراءات التمييز والفصل العنصري، وتسلط جماعة عرقية على أخرى، فرفضت أن تعين على ظلم الشعب الفلسطيني الذي يمر بمرحلة حرجة من طوفان الكوارث وسيل المظالم، وآثرت أن تقدم استقالتها من منصبها مخاطبة الأمين العام في كتاب الاستقالة: «أتنحى جانبا وأترك لغيري أن يقوم بما يمنعني ضميري من القيام به».
في شهر المرأة العالمي شهر مارس الذي يحتفل العالم في الثامن منه بإنجازات المرأة، قد سجلت د.ريما خلف بموقفها الإنساني للمرأة العربية، بل لضمير الإنسان العربي رجلا كان أو امرأة إنجازا سيحرك في المستقبل القريب مع مواقف الشرفاء أنصار حقوق الإنسان وتسارع الأحداث وتراكم الظلم الفاحش ثورة الضمير الحي انتصارا للقيم الإنسانية النبيلة.