كل نفس رضية قانعة عزيزة شامخة لا تتغير مبادئها من خلال «حفنة فلوس» او عرض من الدنيا قليل ولذلك انت ترى النفوس الكبار وأصحاب الرسالات السامية لا تطأطئ رؤوسها لعلف الارض بل ترفع هامتها لتأكل الشجرة من فوقها او تظل جائعة خير من ان يلعنها الناس ويلعنها اللاعنون.
سليمان عليه السلام نبي ملك كانت بلقيس تظن انه سيكتفي بالمال او شيء من الملك لتدفعه عن مملكتها فقالت (واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) فقال صاحب المبدأ غاضبا (أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل انتم بهديتكم تفرحون».
وقال عتبة بن ربيعة لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم: يا ابن اخي، انك منا حيث قد علمت من السلطة في العشيرة، والمكان في النسب، وانك قد اتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به احلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني اعرض عليك امورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها، قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يا ابا الوليد، اسمع، قال: يا ابن اخي، ان كنت انما تريد بما جئت به من هذا الامر مالا جمعنا لك من اموالنا حتى تكون اكثرنا مالا، وان كنت تريد به شرفا سودناك علينا، حتى لا نقطع امرا دونك، وان كنت تريد به ملكا ملكناك علينا، وان كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه اموالنا حتى نبرئك منه، فانه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه او كما قال له.
حتى اذا فرغ عتبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال: أقد فرغت يا ابا الوليد؟ قال: نعم، قال: فاسمع مني، قال: افعل، فقرأ صدرا من سورة فصلت فسمعها عتبة ثم قال انت وذاك» وهكذا يذكر التاريخ الرجال ومواقفهم.
غير انه لا مانع ـ من حيث المبدأ ـ من تغيير القناعات التي تحتمل رأيا آخر وفق المصلحة العليا دون خور او نفاق!
كما في صلح الحديبية والتنازلات التي قدمت لمصلحة المسلمين من وجهة نظر من لاينطق عن الهوى عليه السلام، مع انها في اعين الصحابة نوع من الذلة والهوان!
هنا في بلدي لك حرية التعبير وابداء الرأي وفق القانون، غير ان مسألة التطاول على رمز البلد وهيبته تعد جريمة قانونية شرعية.. وهذا ما تفرضه مصلحة الاستقرار سواء اتفقت او اختلفت في السياسة المرسومة، لاسيما مع اوضاع اقليمية لم يشهدها تاريخ الكويت منذ النشأة.
ومن هنا نتوجه لجماعة التيارات السياسية ان يتقوا الله في الكويت وشعبها، وما كان الرفق في شيء الا زانه، نعم ننكر معكم ما لا يتوافق وتطلعات الشعب ومصير الامة، ولكن،
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الابل
صلوا على رسول الهدى
majedalenzi@