مخلد الشمري
لا أكتب لأصلح، لأنه ليس من مسؤوليتي ان أصلح ما لا يمكن اصلاحه، أو ما لا أستطيع اصلاحه. ولأنه في الحقيقة المرة، ليس للكاتب هنا أي دور في الإصلاح مهما خالفني البعض في قولي هذا، وحتى لو افترضنا - مجازا - وجود مثل هذا الدور، فعندها تكون الأولوية لإصلاح نفسي أنا ان كتبت أو دعوت لأي اصلاح!
ولا أكتب لأمدح، فقلمي حر وليس للايجار، ولاعتقادي الأكيد والكبير والوحيد، أن هؤلاء الذين يمدحهم البعض في مقالاتهم وكتاباتهم، تكون أسباب هذا المدح في أغلبها الساحق اما لنفاق واما لمصلحة شخصية، وإما - في حالة احسنا النية - لأنهم يعملون ويؤدون عملهم الطبيعي الذي يقبضون عليه راتبا، فيبدون كاستثناء غريب وسط جيش موظفين لا يعملون ولا يستحون!
ولا أكتب لأشتهر، فما هي فائدة ونوعية وقيمة الشهرة التي ينالها أي كاتب حقيقي بالكويت، وسط مجتمع في أغلبه غيور من المثقفين مع أنه لا قيمة للثقافة لديه، بل يحسد الناس حتى على موتهم يوم الجمعة!
إني أكتب حتى لا أكتئب وحتى لا أجن، ولكي أظل على قيد الحياة وهو ما دفعني للكتابة دفعا، لذلك فهو السبب الرئيسي في عدم قيد وكتابة اسمي - حتى هذه اللحظة - في سجلات قسم الوفيات في وزارة الصحة العامة أو في عدم وجود اسمي في سجلات المدافن والمقابر في البلدية!
وليصدق من يصدق، فلست مجبورا على الدجل والنفاق والكذب ليصدقني الناس!