مخلد الشمري
مرت مؤخرا الذكرى الخامسة لبدء مأساة شعب دارفور العربي المسلم الذي أبيد وقتل 200 ألف من أبنائه وشرد وطرد وطهر عرقيا مليونان ونصف مليون شخص من أبنائه من مدنهم وقراهم ظلما وعدوانا وترهيبا على أياد عربية ومسلمة، ولولا اهتمام وفضح أجهزة وسائل اعلام الغرب لمأساة شعب دارفور، ولولا تدافع منظمات وجمعيات ومؤسسات الغرب الاغاثية والانسانية لإغاثته لما سمع احد نهائيا أو انتبه لمأساة هذا الشعب المنكوب المظلوم.
شعب عربي مسلم يباد في دارفور وسط صمت رسمي وشعبي عربي واسلامي مطبق ومعيب ومريب ومخجل، بل لم نسمع في يوم ما خلال تلك السنوات الخمس ان مأساة هذا الشعب قد ادرجت حتى كبند ثانوي أو هامشي على أجندة أي اجتماع رسمي أو شعبي أو على جدول أعمال القمم العربية لرفع الحرج على الأقل، وهذا يعتبر قمة في النفاق خاصة من قبل هؤلاء الذين لا يكلون أو يملون عن اتهام دول الغرب بما يسمونه ازدواجية المعايير، وفي الوقت نفسه يجاملون نظاما يقتل ويشرد ابناءه ويخجلون من مجرد الهمس بتأنبيه على بشاعة أفعاله أو تنبيهه وتحذيره من أن رائحة جرائمه المفضوحة فاحت وساحت في كل مكان وزكمت كل الكرة الأرضية.
ان مأساة شعب دارفور، في ذكراها الخامسة، هي سبة ونقطة سوداء في جبين المنافقين والخجولين من عرب ومسلمين وقبلها هي سبة ووصمة عار في وجه وجبين وتاريخ نظام الانقاذ - المستتر بالاسلام، الذي لا يستحي او يخجل من تكرار نفي وانكار جرائمه النتنة والمفضوحة وفي جبين كل من يساعده ويغطي على جرائمه ويتنكر لمأساة شعب دارفور ويقوم بالتغطية عليها لمجرد وجود مصالح له مع هذا النظام المستبد والمستتر بالدين.