مخلد الشمري
الفوضى التي نعاني منها حاليا، لم أجد غير كلمة فوضى لوصف هذه الفوضى وأكرر فوضى لأنها الكلمة الوحيدة الواضحة التي تعبر بضمير عما نعيشه ونعاني منه في الكويت منذ سنوات ليست بالقليلة، ولكن إن استطاع مواطن ما ايجاد وصف أفضل من كلمة فوضى لهذه الفوضى فأنا مستعد فورا لأن أستعيرها منه بل أقوم بشرائها شرط أن تكون الكلمة معبرة وليست ضبابية أو تنظيرا فارغا لا قيمة له على الطريقة الكويتية.
نعلق على الأحداث بفطرة حب الوطن وبإحساس الفزع عليه فلسنا خبراء سياسة أو من ناشطيها، ولسنا أيضا ملاكا أو من رجال الاقتصاد، بل لسنا حتى من أصدقائهم أو مريديهم أو مرافقيهم الذين لا عمل لهم سوى النفاق لهم أو حمل حقائبهم.
امنح أي جاهل أو أي طفل صغير أي شيء ثمين وجميل وقيّم أو مجلة قيمة، فلن تتوقع وتشاهد منه سوى تدمير وتكسير هذا الشيء أو تمزيق المجلة أو الخربشة عليها وتشوييها، وهذا التشبيه ينطبق حرفيا على الديموقراطية التي تعتبر في العالم اليوم أثمن وأرقى وأجمل طريقة لمعيشة المجتمعات، إلا ان نتائج العمل بها بالتأكيد لن تتشابه نهائيا بين مجتمع يستخدمها للتقدم وللتطوير ومجتمع آخر لا يستوعبها ويستخدمها فقط للتقهقر والتدمير مثل مجتمعنا وللأسف الأكبر من الكبير.
الوضع أكثر من محزن وأقلق من مقلق وكل من لا يحزن ويقلق لهذا الوضع هو غير محب لوطنه وعديم الولاء لهذه الأرض، وما ينقصنا هو «شوية ذمة وضمير» وذلك كما جاء على لسان بائعة فقيرة تبيع الخضار في أحد شوارع القاهرة عندما سألها سائل متى سيتغير حالها للأفضل؟