يسرقنا الوقت، وتتهافت السنون لاصطياد المزيد من الأخطاء، ونكمل في قطار الحياة، وننتقل من محطة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر، حاملين معنا ما بقي من ذكريات قادرة على مساعدتنا في قادم الأيام.
ويبقى بداخلنا الحب والكره، يبقى بداخلنا الألم والراحة، نتذكر الرحلة التي بدأت منذ زمن والأشخاص المسافرين في نفس المقطورة.
نتذكر لحظات هطول الأمطار، نتذكر انقيادنا نحو المجهول، نتذكر بسمة رسمناها على وجوه القدر أحيانا، والدمعة التي تسببنا بها على خد المكان.
نتذكر قهراً عشناه، وقهرا لغيرنا منحناه، ونتساءل دائما:
ترى هل الحياة عادلة؟
أما الحب.. فأنا شاعر كثير النبض، أناني المشاعر، أعطي أكثر مما أعطى..
فأنا من عصيت آلهة الإغريق منذ زمن، لا كيوبيد أحبني ولا عشتار ساعدتني ولا فينوس أهدتني قلبا..
أنا ظلم الحبيب وانتكاسة المشاعر، أنا قصة الحياة في زهر البيلسان..
أنا بعض من كل ما هو مألوف وكل ما هو غامض..
لكنني أحترق من اللوعة وأسبق الجنون الى قبري، ولا أهنأ بطيب الحياة..
في الثلاثين من العمر
شلالات وأنهار من الود والحب والاحترام، ثمار من شتى فاكهة الجنان، لكنها حكر على بعض الناس دون الآخر..
عليك أن تعرف أين تضع أفكارك ومشاعرك من الآن فصاعدا، ذلك أن الأمانة صعبة.. أو هكذا قالوا...
في منتصف العمر...
تتعاقب الفصول والأيام والشهور والسنين، وتنظر الى نفسك في المرآة..
ها هي تجاعيد العمر قد بانت ملامحها، هنا واحدة وهناك أخرى..
ثم تتزاحم التشققات وتكثر التعازي في الخلايا المنتحرة من على جرف الخدود..
ترى لماذا كل هذا التبدل في هذا المنتصف بالذات، ما اعتدت الوقوف في المنتصف، ولا أحبذ الحلول الوسطى، أنا المتمرد على المعتاد والتقليدي، لست بأي منهم ولن أكون.