لم تبخل دولتنا الوفية في تقديم الأنسب والأفضل والأكمل من الخدمات الإنسانية للمتقاعدين والمتقاعدات بعد خدماتهم الوفية للغابر من السنوات وفاء بوفاء للأرض والدار والعرض للوطن الغالي كل في خندق واجبه المهني الوظيفي، كما أوصتنا شريعتنا السماوية النبوية، طاعة لله ورسوله وكتابه وولاة الأمر المخلصين في ديرتنا الذين هم خير قدوة ومثال لذلك حكاما ومحكومين.
وكما يقال في الأمثال «لكل مجتهد نصيب» تتسارع خطى الحياة نحو التغييرات، وترتفع موازين المعيشة والحياة حولهم، ويشعر المخلصون الأوفياء منهم بنسيانهم، وهضم حقوق مستحقة لهم، مثال ذلك لا حصر له، مساكن لهم ولأسرهم تخطت سنواتها 30 و40 عاما لم تشملها الصيانة أو الترميم والتعديل لتوازي توسع أسر أبنائهم وبناتهم وانساب وذرية تزايدوا وتكاثروا واستقروا برعايتهم مع محدودية دخولهم، لا مجيب لهم، ولا راعي لشكاواهم، ولا منادي لتفريج همومهم المتسارعة المتصارعة، مع قوانين البنوك المجحفة لو تمكنوا من موافقة لهم للاستفادة المحدودة من دراهم معدودة، تحسب عليهم بباهظ الاستيفاء، وكرامة العيش المناسب، ورفاهية شكلية، محدودة، ومعدودة الأيام والسنوات، انفرجت على البعض منهم حسب ظروفهم بالمكرمة الأبوية الأميرية هذه الأيام لبعضهم، والآخرون بمؤخرة طابورها، بانتظار انفراج دراسات لجان البرلمان!
ومثلها مؤسسات ووزارات وإدارات سواء للرعاية السكانية، أو الأسرية، لا تفك طلاسم ومخرجات نظام يؤمن لهم تلك الرعاية مع الحفاظ على كرامة معيشتهم بعد خدماتهم الوفية لتأسيس رعاية وتكامل خدمات وطنهم الغالي.
ونكررها بالذات لمن تخطت مساكنهم الأربعين من السنوات العجاف دون تطوير، وفي المقابل هناك أطراف وصلت لمناصب وقيادات ومداخيل مالية خارج الحسابات المرصودة لهم يتباهون بالهون الأبرك ما يكون! والمخلصون من المتقاعدين رايحين فيها شقاء ومعاناة يوميا تحت وطأة استغلال من قراصنة الفرص التجارية بكل أصنافها وحالاتها! من مكاتب العمالة، وتدوير الزبالة، والعمارات الشاهقة والمجمعات اللاحقة، كما يشار إلى ذلك في كل الأخبار والنشرات الإعلامية والإعلانية وهو فعلا استغلال لشريحة كويتية أصلية (بدي وماكينة!) يتنادون لتأمين معيشتهم اليومية بكرامة وابتسامة كويتية رسمية يومية تحتاج نظرة أبوية إنسانية ترفع وتدفع تلك المعاناة عنهم لتذكر ماضيهم وتواصل حاضرهم السعيد من جديد ببركة قادتهم المخلصين دنيا ودين.