أبارك لدولة قطر تنظيمها لكأس الخليج وأبارك لها افتتاح مبارياتها رسميا كما أهنئها على تواجد جميع الدول الخليجية على أرضها للمشاركة بفعاليات هذا الملتقى الشبابي الرائع.
لكن الذي يبقي في الحلوق غصة هو ذلك الخلاف بين دول الخليج والذي لا نعرف نحن عامة الناس له سببا وجيها مما يحق لنا أن نطلق عليه خلاف السياسة وهنا مربط الفرس في كلامي.
فهل يجب علينا كشعوب أن نميل مع خلافات السياسة وتقلباتها خاصة حين لا تكون الأسباب واضحة منطقية والاعتداءات معلنة جلية؟ أم أننا لابد أن نتخذ من المواقف ما نجده صائبا كي لا نعادي إخوانا لنا بسبب تقلبات السياسة وخلاف المصالح التي قد لا تكون ذات بعد وطني عميق وإذا لم يتفق ذلك مع التوجهات الرسمية لحكوماتنا؟ وبعبارة أوضح لو أن خلافا نشأ بين حكومتين ولم يكن ذلك الخلاف واضحا للعيان بل انحصر ذلك في دهاليز السياسة ولم تكن هناك مظاهر عدوان أو اعتداء فأي موقف على الشعوب يجب أن تتخذ؟ هل تنساق وراء حكوماتها فتعلن العداء والقطيعة أم تطالب بمعرفة الحقائق لتتخذ (الشعوب) الموقف الملائم؟ ولو أن تفسيرات الشعوب أو حتى نظراتها للوضع اختلقت عن تبريرات ووجهات نظر حكوماتها فما هو التصرف الذي على الشعوب أن تسلكه؟ وكيف السبيل إلى التعبير عن مواقفها أو تحقيق مصالحها؟
طبعا هذا السؤال لا يخص الخلاف الخليجي بل يتعداه إلى جميع الدول العربية، وهي تعيش خلافات لا حصر لها ولا عدد بسبب موقف هنا أو سلوك هناك أو تفسير أو أطروحات اعتبرتها بعض الحكومات تعديا على حقوقها ومصالحها.
أنا لا أدعي أنني أملـك جوابا لهذا السؤال لكــنها فعلا حيرة نقع فيها وقضية بحاجة إلى البحث والنقاش حولها.
تتميز الشعوب العربية عموما بتغليب العاطفة على العقل وتميل إلى التأثر بمواقف حكوماتها بل إن بعضها (الشعوب) تشرق وتغرب وتنتفخ وتتورم في انفعالاتها بشكل أكبر مما تحتاجه تلك الحكومات في خلافاتها تلك، كما أن كثيرا من خلافات دولنا يغلب عليها طابع الانفعال الشخصي للحكومات، فهل ندفع نحن ضريبة هذه الانفعالات ونعادي شعوبا لم تسئ إلينا لمجرد مواقف سياسية بين الحكومات؟ رب ارزق حكامنا حسن القول وحكيم الفعل واجمع بين صفوفهم حتى تتوحد صفوف شعوبهم، يا رب العالمين.
[email protected]