يشهد العالم حاليا كارثة وبائية تتمثل في فيروس كورونا المستجد الذي استنفر العالم وسخر كل إمكاناته لمحاربته بكل قوته، وكما قال بيل غيتس انه الخطر الأكبر على العالم من الأسلحة النووية، إذا أخذنا في الاعتبار أن ضحاياه تفوق ما يخلفه السلاح النووي.
ان السلبيات الكبيرة لهذا الوباء معروفة جدا، وأعتقد أن الكثيرين قد ذكروها وغطوها من خلال اللقاءات مع الأطباء والمختصين، وتقارير الجهات العالمية وهي عديدة وكافية لجعل الجميع مدركا تماما لهذا الخطر، ولكن هناك بعض الأشياء التي أراها إيجابية في هذه الأزمة ومنها:
1 - العمل من المنزل: وهو مفهوم ممتاز في حال تم بالكفاءة المطلوبة، وأنجزت المهمات في الوقت المحدد.
2 - الزحمة المرورية: برغم كل الظروف المحيطة بانتشار هذا الوباء، إلا أنه بالإمكان الاستمتاع بالقيادة (إذا اضطرت للخروج) في شوارع المدن الخالية تقريبا من السيارات، بعد ان كان التجول فيها معاناة يومية تستهلك الوقت والأعصاب.
3 - التلوث: من المؤكد ان التلوث البيئي الناتج عن سير المركبات والطائرات سيشهد هبوطا حادا، الأمر الذي من شأنه المساهمة في التخفيف من الأمراض المصاحبة لهذا التلوث كالحساسية وأمراض الجهاز التنفسي، فضلا عن منح البيئة إجازة من المرض فيما باقي العالم يحاربه.
4 - التعليم: قد يجبر الوضع الحالي المعنيين في جميع الدول على تطوير نظام رقمي يجعل التعليم الأساسي والجامعي ممكنا من المنزل، وهو ما سيوفر العناء الجسدي والمالي لملايين الطلاب في عالمنا العربي.
5 - التكاتف والتعاضد: في ظل ما يجري في المنطقة العربية من حروب وصراعات تجعل الخصوم يرون ما فيه شر لهم هو خيرا لخصومهم والعكس صحيح، ومنذ زمن بعيد لم نر الخصوم يتكاتفون معا ضد شر واحد، ولعل لذة هذا الإحساس الجميل وحلم الكثير سيجعل الخصوم والفرقاء يعيدون حساباتهم مرة أخرى.
6 - النظافة والتعقيم: بالتأكيد ان الإجراءات الاحترازية الوقائية فرضت على الكثير أن يهتموا بموضوع النظافة والتعقيم، وهو شيء غاية في الروعة نحتاج اليه بأن يستمر بشكل متوازن بعد انتهاء هذه الأزمة الوبائية ان شاء الله.
7 - التفكر والتأمل والإيمان: وهذا الجانب الفلسفي الذي أحبه! إننا مخلوقات ضعيفة جدا في هذا الكون الكبير، واذا لم تمتلك الإيمان في خالق هذا الكون فستجد نفسك عاجزا جدا أمام كوارث من هذا النوع، وكلي ثقة بأن شعور العجز والخوف وإن اختلف حجمه بين البشر قد لمس الجميع.
8 - العائلة والأولاد والمنزل هم الملاذ الوحيد لأي مخلوق في هذا الكون.
وأتمنى من الله أن يحفظ الجميع ويزيل هذا الكرب والوباء وننعم يوما ما بهذه الجوانب الجيدة بعد زوال هذا الفيروس.
[email protected]