د. نامي النامي
أثبتت التجارب العملية لدول العالم أن تقنية المعلومات والاتصالات لها دور تنموي مهم، قد يغير ملامح المدن ويؤثر تأثيرا فاعلا في عجلة التنمية والتي تحاول العديد من دول العالم انتهاجها، وفي الوقت الذي تسعى فيه منظمات الأمم المتحدة لتبني مفهوم «تقنية المعلومات والاتصالات من أجل التنمية» والذي تبناه قادة العالم في قمة الأمم المتحدة الألفية من خلال تبني الأهداف الإنمائية للألفية وتوج بإعلان المبادئ للقمة العالمية لمجتمع المعرفة التي عقدت في تونس أواخر عام 2005م، والتي أدت لدفع العديد من الدول إلى تبني مبادرات تنموية معتمدة على تقنية المعلومات والاتصالات كالحكومة الالكترونية والتجارة الالكترونية والتعليم الالكتروني، والتي تمس قطاعات مهمة في المجتمع المدني وتعد إحدى اللبنات التي يعول عليها للوصول إلى مجتمع معرفي يعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة ويشارك في تكوين اقتصاد رقمي متين.
مصطلح المدينة الذكية يقصد به المدينة التي تتوافر فيها خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات المتطورة، وتعتمد على فكرة ربط الأماكن العامة في المدينة: كالوزارات والمؤسسات والهيئات والمطارات والأسواق والحدائق والمتنزهات والمستشفيات وأماكن التجمع العامة في المدينة عن طريق استخدام تقنيات اتصال متطورة مثل تقنية واي ماكس ونقاط التوزيع المهمة، بحيث يكون في استطاعة سكان المدينة الذكية استخدام أجهزتهم المحمولة والوصول إلى الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) والاتصال بجميع المؤسسات والهيئات في مدينتهم لإنجاز أعمالهم.
والفكرة تم تطبيقها في بقاع كثيرة من العالم، ومما يدعم مسيرة التطور في الكويت تبني هذه الفكرة بما يناسب ظروف الكويت ويخدم المناطق التي يتم تطبيق هذا المفهوم فيها باختيار الوسائل التي تدعم اقتصاد وصناعة تقنية المعلومات في الكويت لتحقيق التنمية الحقيقية.
المدينة الذكية: تتعدد وتتنوع أهداف المدن الذكية، فمنها إمكانية حصول السكان على الخدمات العامة وإجراء التعاملات الإلكترونية والوصول إلى قواعد المعلومات المختلفة، وإيجاد اقتصاد رقمي يكون عموده الفقري شبكات الاتصالات وتقنية المعلومات، ومن الأهداف ظهور أسلوب حياة جديدة وبيئة عمل جديدة تتواكب مع الإيقاع السريع لعصر المعلوماتية، وكذلك تحسين مستوى الخدمات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والخدمات التعليمية والصحية في الكويت، وأيضا إيجاد فرص عمل جديدة تختلف عن مثيلاتها في المدن التقليدية، فتكون هناك حاجة لمبرمجين ومدخلي بيانات وأخصائيي معلومات، بما يتوافق مع طبيعة العمل في المدينة الذكية والتحول إلى مجتمع معلوماتي من دون تأمين متطلبات عصر المعلوماتية وثقافتها وكوادرها الإلكترونية، لن ندخل عصر المعلوماتية والثورة الرقمية والمدن الذكية بشكل صحيح إن لم نحقق خططا وبرامج محددة وملموسة وصائبة ومعتمدة على ثقافة معلوماتية صحيحة وليست مفتعلة، وضرورة مراعاة متطلبات الدخول السليم إلى عصر كوادر تقنية، سنهدر عقودا من الزمن ونحن نكرر نفس الشعارات والأحلام حول عصر المعلوماتية، فإننا كما أهدرنا عهودا من قبل، ونحن نكرر شعارات مشابهة، ولم نحصد إلا تدهورا للوضع الاقتصادي ومزيدا من الفساد والخوف من المستقبل وضعف النمو الاقتصادي وغير ذلك الكثير، فإن الإصلاح والتنمية يرتكزان على الرؤى المستقبلية من خلال التخطيط السليم لمستقبل الكويت الحبيبة بوجود دولة تستخدم أحدث نظم المعلومات والاتصالات لمنظومة متكاملة تخلق تنمية في جميع المجالات بخطى متوازنة ومدروسة.