في أربعينيات عصر النهضة كانت مصر في أوج تألقها وازدهارها، حيث وصلت الى حال أن سيارة الأجرة كانت من نوع الكاديلاك وسائقها من الجنسية الإيطالية وعمال الفندق من الجنسية اليونانية، والقاهرة وما أدراك ما القاهرة، ثم كانت نهضة لبنان وبيروت التي سميت باريس العرب في المعارف والعلوم والأزياء والأناقة وفي الثمانينيات كانت تونس الخضراء مثالا للازدهار والحضارة، وفي التسعينيات كانت الكويت درة الخليج وعروسها، والآن جاءت قطر والدوحة والتي تصدرت عندما تقدمت لتنظيم كأس العالم 2022، فالكل صامت أمام هذه المهارة في التنظيم والتمييز في الأداء والتطور السريع، ومضت الأيام والسنون وتلقت قطر كل الدعم وحققت حلمها وتم افتتاح دورة كأس العالم حتى تخيلنا اننا نعيش في حلم التنظيم الرائع الذي كان فوق الخيال والوصف - حضور كبير اكثر من كأس العالم الماضي في روسيا ورأينا تواضع القيادة السياسية وتواجدها مع الجمهور تتفاعل وتشجع وتبتسم.
مبروك لقطر لقد رفعتم الرأس ولم يطل علينا منكم اي مسؤول يقول فعلت وخططت ودبرت، كل هذا العمل كان جماعيا بامتياز وهذا سر النجاح، لم نلحظ أي هفوة في التنظيم والافتتاح والمباريات حتى الجمهور لم نسمع منه أي انتقاد على وسائل التواصل ولم يفرض أحد على قطر أفكاره الشاذة، بل هي من فرضت بأخلاقها لبس الزي القطري على المشجعين الأوروبيين والآن على أي بلد أن ينظم مثل هذا العرس أن يفكر كثيرا ويتعلم من قطر - ويعرف أن هذا ما فعلته قطر.. حقا قطر رفعت الرأس عاليا.