خلال زيارتي الى بيروت منذ سنتين التقيت بصحافي باكستاني حدثني عن قصة حصلت مع صاحبه الصحافي ميرزا يقول: كنت في الهند للعمل وفي يوم نزلت من الحافلة فلم أجد محفظتي، كان فيها 9 روبيات ومعها رسالة كتبتها لأمي أعتذر فيها أنني لن أستطيع أن أبعث لها مصروف الشهر، وكذلك طُردت من عملي، وأتمنى أن تدعو لي أن أجد عملا، وهنا وقعت في مشكلة، ليس لدي مصروف الشهر، فكانت 9 روبيات تساوي عندي 900 روبية، باعتباري مفلسا، ومضت أيام قليلة ووصلتني رسالة من أمي توجست خوفا قبل فتحها، لابد أنها بعثت تطلب المبلغ الذي اعتدت إرساله شهريا، لكنني عندما فتحت الرسالة احترت، كونها تحمل شكرها ودعواتها، وفيها كتبت «وصلتني منك 50 روبية، أشكرك، كم أنت رائع يا بني، ترسل المبلغ في وقته ولا تتأخر، رغم انهم فصلوك من العمل، أدعو لك بالتوفيق وسعة الرزق»، وقد عشت محتارا لأيام، من يا ترى أرسل مصروف أمي حتى وصلتني رسالة بخط اليد بالكاد تقرأ وكتب فيها حصلت على عنوانك من ظرف الرسالة وقد أضفت على روبياتك التسعة وبعثتها لأمك حسب العنوان، وبصراحة فكرت لماذا تنام أمك طاوية من الجوع وأمي شبعى وأنا أتحمل ذنبك وذنبها، سامحني.
العبرة من هذه القصة في الزمن الذي نعيشه ان الزمن الجميل كان جميلا بالفعل، حتى من يرتكب الخطأ يبادر الى إصلاح نفسه ومن حوله ولعل هذه عبرة لمن يرفعون شعارات في حب الوطن ثم يتجاوزون على حقوقه.