كنا جالسين أنا وهو فقط، وكل منا في ضفة بعيدة ولكن نسمع بعضنا البعض.. أنا الضحية وهو ليس بيده شيء.. ينتظرني أقبل عليه..
عموما.. سألني ما هو وضعك يا صديقي..؟ وأعطني إياه بإيجاز، لأن وجهك البشوش أصبح شاحبا.. فخلف هذا الشحوب كوارث.
رددت عليه بانكسار.. لقد أعطوا الحيوان مسكنا ونسوا الإنسان، للأمانة قلتها له وصوتي يكاد يسمع إحراجا منه.. وأسمع يا صديقي أيضا.. 20 ألف عاطل عن العمل وبشهادات (رفع حاجبه وضرب كفا بكف هذا الصديق).
فاستدرك صديقي.. انتظر.. أثناء الفراغ وقبل الوظيفة.. كيف متنفس هؤلاء الشباب في أوقات فراغهم؟.. هل لديكم منشآت رياضية لممارستها؟ قلت له: نعم لدينا ستاد جابر... ضحك وهز رأسه.
أكملت حديثي له وذكرت قصص حكومتنا مع الإعلام وسلسلة تصريحات استفزازية..وكيف يصحى المواطن الغلبان على «بالكويت عجز حتمي».. للعلم يا صديقي الكويت فاحشة الثراء.. وفاحشون هم أهل الجاه في حقنا..
يا صديقي هل تعلم.. كل هذه المشاكل لم يتبق بيت بالكويت لم يعان منها.. أتعلم أيضا بأن الحكومة الوحيدة في العالم والتي لا تقدم حلولا..بل تقدم مشاكل هي حكومتنا.. مع احترامي طبعا لذكر كلمة الحلول.
كان هذا حواري مع مستقبلي ومستقبل أبنائي الجميل.. فلا أستطيع أن أقبل عليه بهذه الحالة.. ولا هو يتقبل أحدا بهذا الوضع.. ستنتظر طويلا وننتظر طويلا.. اذهب لغيري في بلد آخر إلى أن أجد حلا يليق بك.. معي يا صديقي؟؟ صديقي.. يا صديقي.. ذهب وتركني.
nawafcm@
[email protected]