صرح الرئيس الأميركي بأن الخطر المتوقع حدوثه في دول الخليج العربي ليس من إيران بل هو خطر داخلي، غريب جدا حينما يتحدث رئيس أكبر دولة في العالم بمعلومات غير حصيفة لا تسمن ولا تغني من جوع وهو ببساطة يريد أن يقول لدول الخليج العربي التي هي في الأصل حليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأميركية في منطقة شمال غرب قارة آسيا إن الأخطار التي ستواجه دول الخليج العربي هي أخطار داخلية وليست من إيران، كلام الرئيس أوباما بذلك يبرئ إيران تماما من كل مشاكل المنطقة ويمنحها صك الغفران ونحن نعلم ان إيران تعمل جاهدة على إفساد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية في دول الخليج العربي.
هنا يحق لنا ان نسوق بعض الأمثلة البسيطة ليس لأن رئيس أميركا لا يعلم لكن ليعلم أننا نعلم أننا يا سيادة الرئيس نعلم أنك تعلم قبل غيرك أن إيران هي مصدر القلاقل وعدم الاستقرار في منطقة الخليج العربي ولا نحتاج الى إثبات ذلك فوجود قواعد عسكرية أميركية في المنطقة دليل على ان المنطقة غير آمنة ومصدر القلق هي إيران التي تنعت أميركا بالشيطان الاكبر منذ سقوط نظام الشاة وقد تبنت إيران سياسة تصدير الثورة للدول المجاورة لها وحدث ذلك في اكثر من بلد حاليا وأنت يا سيادة الرئيس تعلم قبل غيرك.
إيران احتلت العراق وحولته الى ولاية إيرانية وقتلت وأعدمت المكون السني في العراق وهو مكون يمثل اكثر من نصف المجتمع العراقي وانت تعلم يا سيادة الرئيس اكثر مما نقول.
إيران عبثت بأمن دول الخليج العربي وأحدثت مشاكل وقلاقل، وزرعت الفتنة الطائفية والحديث يقول «الفتنة نائمة الى لعنة الله على من ايقظها» وأنت تعلم يا سيادة الرئيس.
إيران فجرت الوضع في اليمن بفكر متطرف وخبيث غايته احتلال اليمن كاملا لتتحكم في مضيق باب المندب بأسلوب همجي وانت تعلم يا سيادة الرئيس.
إيران احتلت سورية وقتلت مئات الآلاف وشردت الملايين من بلادهم وقضت على ما تبقى من حضارة بني أمية واحالتها الى ركام بعضه فوق بعض وانت تعلم ذلك يا سيادة الرئيس.
إيران أجرت كثيرا من المساحات في شرق افريقيا مطلة على البحر الاحمر لتدريب الميليشيات وانت تعلم يا سيادة الرئيس أبعد ذلك كله يأتي رئيس الولايات المتحدة الأميركية ليقول إيران براءة والخطر داخلي يا دول الخليج العربي فهو يدعو دول الخليج للتسامح مع من يخرج على القانون والقيم وهل يريد الرئيس الأميركي أن نتجاوز عن المسعري وأشباهه أنا أشك بأن الرئيس الأميركي إيراني الهوى والسلوك واقترح ألا يذهب ملوك وأمراء الخليج الى كامب ديفيد لأن ما سيقوله أوباما قد قيل فهو يؤكد أن الخطر داخلي وعلى حكومات دول الخليج العربي التصالح مع شعوبها.
نحن الشعوب الخليجية نقول لولاة امرنا سمعا وطاعة ولسنا بحاجة الى نصائح لا تتعدى الحناجر، ولعل من المناسب ان نذكر الرئيس الأميركي بأن في أميركا وفقا لاحصائيات رسمية ان هناك 45 مليون مواطن أميركي تحت خط الفقر يفترشون الأرصفة ويأكلون من صناديق القمامة محرومين من أبسط حقوق الانسان في العيش الكريم يا رئيس أميركا اصلح حالك مع 45 مليون أميركي فاقدين لأبسط حقوق الانسان حتى نقبل نصائحك.
آخر حديث نحن بحاجة الى رئيسا للولايات المتحدة من الحزب الجهوري لعل وعسى ان يصحح اعوجاج المسارات السياسية لأميركا عفوا سيادة الرئيس أوباما هناك مثل عند العرب يقول «أهل مكة ادرى بشعابها» وأنا أجزم بأنك لا تعرف عمق هذا المثل نحن شعوب الخليج العربي الحر ندعم عاصفة الحزم وسنكون أول المتطوعين للدفاع عن مقدساتنا وأمتنا متى ما طلب منا ذلك والله من وراء القصد.