بقلم: يوسف عبد الرحمن
[email protected]
غلاسكو واحدة من كبريات المدن الاسكتلندية الصاعدة نحو المجد السياحي بعد ان حققت شوطا في المجال الصناعي وهي مركز عالمي لتجارة المواد الكيميائية والأقمشة والمعدات الهندسية وصناعة السفن، لكن شهرتها الآن تتصاعد سياحيا خاصة في المقاهي والمطاعم، ولا عجب ان سميت بمدينة الكاري نسبة الى كثرة المطاعم الهندية بها!
غلاسكو هي اليوم ثالثة كبريات المدن بعد لندن وبيرمنغهام وهي الأعلى ايضا في النمو السكاني، ولتنهض مع بداية الثورة الصناعية وتتحول من مدينة ريفية لا تذكر على الخريطة الى واحدة من المدن الأوروبية بعد ان دخلت بقوة في مجال صناعة السفن والنقل البحري ولتتميز بتجارة الأقمشة والتجهيزات الهندسية، وهذا ما جعل التمدد السكاني يظهر بوضوح، فعدد سكانها الآن 2.3 مليون نسمة، أي ما يقارب نصف سكان اسكتلندا، وهي اليوم تستقبل آلاف السياح من مختلف دول العالم للمرور بها قبل ذهابهم الى مهرجان أدنبره العالمي في سياق تجوالهم في بريطانيا، فلقد حصدت أدنبره وغلاسكو جزءا كبيرا من «كيكة لندن السياحية»!
عروس نهر كلايد!
تقع المدينة في غرب السهول الوسطى الاسكتلندية وتسمى «عروس نهر كلايد»، وموقعها الجغرافي والتاريخي جعل منها نقطة عبور استراتيجية خاصة مع وجود «سمك السلمون» الشهير.
كما أن «غلاسكو» برزت من خلال وجود مركز للكنيسة بها منذ القرن الثاني عشر لأن «جامعة غلاسكو» جعلت المدينة ضمن منظومة عصر التنوير وأيضا كونها كانت مركزا للتجارة عبر الأطلسي مع الأميركتين.
تاريخ عريق
تؤكد الدراسات التاريخية القديمة والمعاصرة وجود غلاسكو منذ عصور ما قبل التاريخ على اعتبار انها نقطة عبور مهمة على نهر كلايد العظيم.
وقد عمل الرومان على بناء القلاع والأسوار لتأمين الحدود لإمبراطوريتهم ومنذ القرون الوسطى وهي مركز للكنيسة في اسكتلندا وامتداد لكل الكنائس الأوروبية.
سر جمال غلاسكو كونها من المدن الجميلة التي تقع في الريف الاسكتلندي فهي تحتضن نهر كلايد وتطل على السهول الوسطى والقريبة لاسكتلندا.
الأماكن السياحية
- متحف غلاسكو للعلوم الفلكية.
- السفينة الطويلة وهذه السفينة عملت 80 عاما تشق المياه في البحار وتحولت رمزا لبناء السفن لأنها صنعت في 1890 وتحولت اليوم الى
متحف.
- مركز سانت أنوخ وهو «سوق مول» يضم الماركات العالمية وفرصة التسوق فيه توفر لك كل احتياجاتك من الملبوسات.
- رافعة تيتان كلايد بانك، وهي رافعة طويلة ترتفع عن الأرض 150 قدما ويبلغ عمرها الآن اكثر من 100 عام وكانت تستخدم في بناء السفن وهي حاليا مقصد سياحي.
- متحف كليفن جروف يعود للعهد الفيكتوري في القرن التاسع عشر ويتضمن اكثر من 8 آلاف قطعة أثرية والدخول له مجانا.
- كاتدرائية سانت أندرو، يعود بناؤها الى عام 1814 وتضم الكنيسة من الداخل الخطوط الشديدة الاتساع.
- غرف ويلو للشاي، وتتيح لك شرب الشاي مجانا مع مشاهدة جمال الابداع والخيال الذي صممه الفنان المشهور كارلوس رينيه ماكنتوش عام 1904.
- معرض شارمنكا، وهو عبارة عن عرض فني تتحرك معه المنحوتات الميكانيكية مع الموسيقى ويسرد رحلة الحياة والموت في عرض فني من خلال الاضاءة والحركات الراقصة والموسيقى التعبيرية.
- هناك أكثر من 1800 مطعم ومقهى من مختلف المشارب وتوفر لك اختياراتك وتتفوق المطاعم الهندية في المدينة، لهذا سميت غلاسكو بمدينة الكاري.
شعب ودود!
احنا الجيل المخضرم مازالت زياراتنا (حق لندن مأثرة فينا وايد) نحسب أن كل بريطانيا العظمى شعبها واحد ويعاملنا بحدة ونظرة دونية، لكن زيارتي العام الماضي لمانشستر ثم اسكتلندا وغلاسكو غيرت هذا المفهوم الخاطئ، فالناس في المدن التي ذكرتها «ودودون» بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وأحيانا وأنت تقف بالشارع والاشارة حمراء يقف أحدهم ويقول لك تفضل، وبعضهم ان سألته يتواضع جدا حتى يأمن أنك عرفت العنوان ويقف ليحييك عندما تلبس مثلا قبعة مكتوبا عليها اسكتلندا.
لماذا السفر الى غلاسكو؟
سؤال حلو وأنا سأجيب عن هذا العنوان الذي صنعته أناملي وطرحه عقلي بعد سنتين من الزيارة لهذه المدينة الاسكتلندية.
٭ أولا: هي كبرى المدن الاسكتلندية وثالث أكبر مدينة في المملكة المتحدة.
٭ ثانيا: هي وأهلها يحتفون بالزائر عندهم.
٭ ثالثا: هي الأقل تكلفة في كل أوروبا في أسعار الفنادق والأكل والمعيشة والمشتريات.
٭ رابعا: لديها كوادر مدربة على إرشاد السياح وخطوط مواصلات متطورة برية وبحرية منوعة.
٭ خامسا: تملك أماكن ترفيهية وتاريخية وثقافية.
٭ سادسا: تملك طبيعة فإن كنت من عشاق البحر أو البر في الريف فأنت تجد ضالتك.
٭ سابعا: تملك مولات تستورد كل الماركات العالمية.
٭ ثامنا: لديها أكثر من 1800 مطعم ومقهى، وسبق أن ذكرت لكثرة مطاعمها الهندية أطلق عليها مدينة الكاري.
٭ تاسعا: تتنوع فيها خيارات السائح، فالمدينة وضواحيها فيها كل ما تتمناه من أماكن وتسلية ومتعة وعلوم نافعة.
٭ عاشرا: هي آمنة، فليس فيها عمليات سرقة إلا نادرا كحال المدن المقتدرة أمنيا ولديها كل تشكيلات الشرطة، ما يجعلها في الأمان للسياحة.
غلاسكو.. مفترق طرق!
وأنا في غلاسكو زرت في القطار منطلقا من غلاسكو مدينة Stirling وسأقوم بعمل تغطية لها لاحقا، وأيضا منطقة «بلوخ» وكلتاهما تستحق أن يتعرف عليهما القارئ العزيز.. وأيضا من غلاسكو تستطيع أن تنطلق الى «أبردين» وهي ثالث أكبر مدينة في اسكتلندا من حيث عدد السكان وفيها يعقد «مهرجان ابردين الشبابي الدولي» وهو حدث عالمي كبير، وآمل أن يتسنى لي تغطيتها في الزيارات القادمة.
وقبل أن أختم أوصيك بتجربة السمك والمحار الغلاسكوي، خاصة أن هناك مطاعم تخصصت في مثل هذا النوع من الطعام، ففي شارع بيوكان هناك أشهر المطاعم والمقاهي التي تقدم لك «هذه الوجبة الزفرة»!آمل أن أكون قد وفقت في نقل «مساحة سياحية» من الورق الى الفكر وحتى لا تتداخل عليك الصور والمعلومات آمل أن تتروى في قراءة هذه «النقليات السياحية» في صيف الكويت الحار.. على أمل وثقة بأنني سأكون معك في التغطية القادمة.. فتابعونا.
إقرأ أيضا