مزيج من الفخر.. والثقة.. والاعتزاز شعر به المصريون وهم يشاهدون «رحلة الملوك الذهبية».
الفخر.. بأن هذا تاريخ مصر بلدنا الذي لا مثيل له في الدنيا.
الثقة.. في أن أبناء مصر قادرون عندما تتوفر الإرادة والإمكانيات.
الاعتزاز.. بالانتماء إلى بلد استطاع أبناؤه إبهار العالم.
أما العالم الخارجي فيكفي أن تسعى أكثر من 400 قناة لبث «رحلة الملوك الذهبية» على الهواء، إضافة إلى آلاف المواقع الإخبارية، ناهيك عن اليوتيوبرز، والإنفلونسرز، وإخوانهم، ومهما نقلت عما كتبته CNN أو BBC أو غيرهما من المحطات العالمية، فلن أستطيع نقل جزء يسير مما كتبوه.
سألت صديقا عزيزا يرأس شركة ميديا وعلاقات عامة ضخمة تعمل في الخليج: لو أرادت الحكومة المصرية عمل حملة دعائية دولية مدفوعة الثمن يتحقق من خلالها نفس ما شهده العالم كله أمس، كم تدفع؟ وفوجئت به يجيب بسرعة ودون تردد: بين 75 و100 مليون دولار، واستطرد: لقد سألت نفسي ذات السؤال بحكم المهنة، لذلك كان جوابي حاضرا!
واعتقد أن صديقي قد أصاب، بل ووضع أقل رقم ممكن في عالم التسويق الدولي لاسم مصر، خاصة والدنيا كلها تمر بفترة اكتئاب «كورونية»، وحالة تعطش شديدة لأي عمل مماثل بعد أن حرم البشر من كل أنشطة الفن والترفيه الضخمة.. إذن التوقيت كان ممتازا.
ما حدث من احتفالية ضخمة أبهرت العالم إنما يدل على أن «أرواح الفراعنة العظماء» مازالت تحلق فوق أهرامات مصر ومعابدها ونيلها، وأن دماءهم التي تجري في عروق أحفادهم مازالت صالحة للنهوض ومواجهة التحديات، وإبهار الدنيا، ولفت أنظار العالم إلى أنه هنا يعيش أحفاد شعب عظيم، قادر على البعث من جديد وتحقيق أهدافه وقهر المستحيل.
حقيقة، احترت هل أفتخر بتاريخ بلدي الفرعوني؟ أم أسعد بالإنجاز الرائع للمصريين تخطيطا وتنظيما وتنفيذا وتسويقا؟! أأفرح بالكفاءات التي تبشر بأننا على الطريق الصحيح.. أم استغرق جزلا في تفاصيل ما حدث من أداء وإخراج وإضاءة وأوركسترا وموكب لم أر مثيله في أي مكان آخر شرقا أو غربا.. أم أسرح مسرورا في المستقبل الذي يمهد له هذا الواقع الذي نعيشه؟
ودون تضخيم.. أو مبالغة، فإن النظام الحالي يكتسب شرعيات جديدة هي «شرعية الكفاءة» و«شرعية الإنجاز» و«شرعية المصداقية».
ولا عزاء لإخوان الشياطين وبقايا الهكسوس!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]