يتطلع الكثير من المواطنين الى ان تحقق الحكومة بعض ما طرحته من مشاريع تنموية للبلاد، وأهمها مشروع تشييد جسر الشيخ جابر الأحمد الذي دار حوله جدل واسع بين وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للبيئة رغم ان هذا المشروع يعتبر صرحا ضخما يعكس الصورة المشرقة للوجه الحضاري للكويت كبلد كان سباقا في مجال الخطط التنموية والعمرانية شهد له القاصي والداني.
فالجسر يختصر المسافة بين مدينة الكويت والصبية وهي 104 كيلومترات لتكون 37.5 كيلومترا، ويبدأ من تقاطع طريق الغزالي السريع مع ميناء الشويخ مارا عبر جون الكويت حتى طريق الصبية السريع، علاوة على إنشاء جسر بحري يمتد من جسر وصلة الدوحة بطول 16 كيلومترا عبر جون الكويت باتجاه الغرب مارا بجزيرة أم النمل حتى رأس عشيرج ومن ثم إلى وصلة الدوحة.
وهذا المشروع جاء تلبية لتطوير مشروع مدينة الصبية السكنية ليربط مدينة الكويت والمدينة الجديدة، والتي يقطنها كما يتوقع أكثر من 750 ألف نسمة، ويعتقد بعض المسؤولين ان هذا المشروع سيسهم في التخفيف من الاختناقات المرورية خاصة في منطقة الشويخ طريق الغزالي السريع على الميناء.
علما ان هذا المشروع رصدت له ميزانية ضخمة تقدر بـ 700 مليون دينار وسيشيد خلال الـ 15 عاما المقبلة.
الغريب ان الخلاف الدائر بين وزارة الأشغال والهيئة العامة للبيئة ليس خلافا إداريا أو فنيا محدودا وفي جوانب معينة، أو مقتصرا على وجهات النظر التي عادة ما تحدث في مثل هذه المشروعات الكبيرة، لكن الأمر تعدى هذا الجانب ودخل في جوانب تمس مستقبل الكويت البيئي، خاصة البيئة البحرية وتضر بالثروة السمكية والمخزون الغذائي، وتضر بحركة التيارات المائية في جون الكويت، خاصة ان هذه التيارات ضعيفة في الجون وتزيد من الترسبات الطينية والتي تعاني المنطقة البحرية منها نتيجة قربها من الميناء وما تسببه حركة البواخر داخل الجون.
والهيئة العامة للبيئة ترفض مسار هذا الجسر وهو (المسار الذي يخرج من جسر الغزالي في ميناء الشويخ) وتصر عليه وزارة الأشغال وهو واحد من ثلاثة مسارات تم اختيارها من خلال دراسة حددتها جهات استشارية عليا.
وما يعنينا نحن كمواطنين في هذا الخلاف الدائر هو هل جسر الصبية سيسبب أزمة نفوق الأسماك في الجون وتدمير البيئة البحرية الكويتية وسيزيد من التلوثات البحرية الكائنة في تلك المنطقة؟ وهل هناك مسارات اخرى أفضل من هذا المسار الذي اختير من بين 3 مسارات اخرى؟ وهل المردود العائد من هذا المشروع يوازي ما سنخسره في المستقبل؟ وهل ستتكرر الأزمات في المستقبل بسبب الاختيارات العشوائية وفرض هيمنة بعض الجهات على المشاريع الحكومية؟
نقطة نظام: د.شكري الهاشم الخبير البيئي والمستشار بمجلس الأمة يلخص لنا الموضوع بقوله: «إن هذا المسار خاطئ بكل ما تعنيه الكلمة، وتدمير حقيقي للبيئة البحرية».