يوسف غانم
تحيي أوكرانيا سنويا، في 26 أبريل، ذكرى انفجار مفاعل تشيرنوبل والتي مضى عليها 35 عاما باعتبارها أسوأ كارثة أو مأساة من صنع الإنسان في تاريخ العالم.
لقد تفاقمت العواقب المروعة لهذا الحادث النووي، المؤسف نتيجة لنظام السرية السوفييتي المتبع آنذاك، إذ كان وقتها مجتمعا ليس فيه حرية كبيرة لوسائل الإعلام.
والأسوأ من ذلك، أن السلطات السوفييتية حاولت إخفاء حقيقة ما حدث ولم يعلن عنها إلا بعد 3 أسابيع وعملت على التقليل من العواقب والتداعيات الحقيقية للكارثة.
وقد كان للجهود الدولية والمساعدات السريعة من معظم دول العالم ومن بينها الكويت الدور الأكبر في التخفيف من آثار تلك الكارثة وأوكرانيا تذكر ذلك وتشكر الكويت على ما قدمته من دعم مالي حيث كانت من أولى الدول التي بادرت بالمساعدة.
إن مأساة «تشيرنوبل» التي راح ضحيتها أكثر من 4 آلاف شخص وتركت سحابة إشعاعية قاتلة انتشرت في بعض الدول أيضا وأدت لحدوث إصابات متنوعة بالسرطان فيها خصوصا سرطان الغدة الدرقية، تقف اليوم كرمز للطبيعة المميتة للمعلومات المضللة، وتطورت لتصبح رمزا للتضامن ونموذجا لما يمكن أن يحققه المجتمع الدولي عندما يتحد في جهوده لتحقيق السلام والأمن ومصلحة الإنسان.
ويعمل أكثر من 6 آلاف متخصص في الأمن الإشعاعي في منطقة تشيرنوبيل لرصد ومتابعة الأوضاع هناك، بالإضافة إلى تحسين الوضع البيئي في المنطقة والعمل على عودة الحياة إلى طبيعتها من خلال بعض الزراعات وكذلك رصد الحيوانات التي تتواجد في المنطقة والتي تعتبر المنتج الرئيسي لمنطقة تشيرنوبيل!
وللوقوف على حجم الكارثة بعد كل هذه السنوات فإنه يتم تنظيم بعض الجولات السياحية إلى منطقة «تشيرنوبيل» ضمن طرق آمنة فقط باتباع وسائل وإجراءات وقائية، ومدة الجولة مرنة ويمكن تمديدها حتى 5 أيام.
وبصرف النظر عن المدينة المهجورة، توجد محمية طبيعية بمساحة إجمالية تزيد على 230 ألف هكتار تستضيف بعض مكونات الطبيعة البرية وحوالي 200 معلم تاريخي ما تزال قائمة وآثارها شاهدة على تلك الحقبة الزمنية.
كما يعيش داخل تلك المحمية أكثر من 400 نوع حيواني، من بينها 75 نوعا مهددة بالانقراض، إضافة إلى حوالي ألف نوع نباتي ماتزال تقاوم وعادت للحياة من جديد ناشرة الأمل والتفاؤل بأن القادم أفضل.