يقول الشاعر محمود سامي البارودي:
ولا تبتئسْ من محنةٍ ساقها
القضا إليك فكم بؤسٍ تلاهُ نعيمُ
فقد تورقُ الأشجارُ بعد ذبولها
ويخضرّ ساقُ النبتِ وهو هشيمُ
إذا ما أراد اللهُ إتمامَ حاجة
أتتكَ على وشْكٍ وأنتَ مقيمُ.
لذلك مهما حصل معك في حياتك، لا تكن أبدا مستيئس الحال، مستسلما، خائب الظن ومبتئسا، بل كن على عكس ذلك تماما مهما استصعب عليك الأمر، فقط وكّل أمرك لله سبحانه واستعن به لتستجمع من جديد قوتك، وتتخلص من تلك الشوشرة التي بداخلك، وكي تتجاهل كل ما هو سلبي وسيئ يدور فيما حولك.
لتنهض بقوة إصرارك، وتشق طريق نجاحاتك، رغما عن استحالة أسبابك، وإن لم يحالفك الحظ في بداياتك.
تيقن أن الفشل وبعضا من تلك الإسقاطات، من الأمور الواردة والتي لابد منها، فنحن نتعلم من خلالها، لكنها ستصبح فيما بعد، ذات دلالة عميقة لتغيير حياتنا.
هذا ما يجعلها تدفعك أكثر وتحفزك، لتستمر بمحاولاتك دون توقف، فقط كن متفائلا، واثقا، متأملا.
وتأكد بأنه لا شيء مستحيلا في هذه الحياة علينا، وخذ بعين الاعتبار بأن هذا الطريق هو بمنزلة (معادلة ذات جذور مركبة).
معادلة لا تحتاج منك سوى قوة تركيزك عليها، لذلك لا تستصعبها أنت، بل فكر وبدقة بكيفية حلها.
والأهم من ذلك هو تغيير نظرتك البائسة للحياة، لتهزم ذلك الصوت الخفي، والذي اعتاد أن يوشوش في أذنيك بين الحين والآخر، ليضعفك، صوت يتفنن بكسر مجاديفك ليقلل من عزمك وبالإحباط يشعرك! لما قيل إذا: كسْرُ مجاديف الآخرين لا يزيد من سرعة قاربك! فانهض وارسم بكل حب وذكاء وشغف، لوحة حياتية جميلة رائعة تتعلق بك، لوحة راقية بطلها الحقيقي هو أنت، ولا تقيد نفسك بوضع الحواجز وتلك الأعذار التي لا معنى لها، وحواجز انت قادر على تخطيها وعبورها.
فجميعنا وبدون استثناء، مررنا بما هو أصعب، ما جعلنا ننطوي على أنفسنا كثيرا ولا ننهض، سواء من اختيارات فاشلة، علاقات يائسة، صدمات، أو تجارب أتت على عكس ما توقعنا، إلى أن ضاعت من بين أيدينا فرصنا.
يقول الشاعر أحمد مطر:
لو بَقِيَتْ لي لحظةٌ واحدةً فَسوفَ أحياها لأَقصاها
آخُذُها بشَوقِ مأَخوذ بها شُكراً لِمَنْ مَنَّ فأعطاها.
أُفرِغُ مِن ذِكْري بها ما يَجعلُ النِّسيانَ ينَساها!
أعيشُها كأنَّها من لَحظاتِ العُمْرِ أحلاها وأغلاها.
إنْ أشرقَتْ فَعَيْشُها يُسعِدُ قلبَ سَعْدِها
وإن دَجَتْ.. فإنّه.. يُغيظُ بَلواها!
وإياك أن تتوقع بأن يأتيك في يوم من الأيام، شخص ما، ليغير من شخصيتك ويقويك ويسعدك! شخص يرسم لوحتك الحياتية بمزاجه هو ويوجهك، يملي عليك ويختار ألوانها بدلا منك.
ذلك لأن ليس هناك من يستطع أن يغير من مسارك وواقعك إلا انت! أنت فقط!