يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) وقال أيضا: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك)،.
هناك خطوات يجب أن تقوم بها كل أم وكل أب لكي نستطيع تعليم أبنائنا أصول العبادة، فكل مولود يولد على الفطرة، والطفل يكتسب كثيرا من السلوكيات بسهولة في بداية عمره، لذا علينا أن نربيهم على حب الخير وحب العبادات، أي يؤدونها بحب وإقبال عليها وليس خوفا من العقاب، فحين نعلمهم الصلاة نعلمهم حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه حسن أداء الصلاة وعدم الالتفات وهو صبي، حين قال صلى الله عليه وسلم: «يا بني اياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لابد ففي التطوع لا في الفريضة»، لذا يجب على الأب أن يصطحب ابنه معه إلى المسجد بعدما يكون قد علمه آداب المسجد وإجلاله، فقد سئل الإمام مالك رضي الله عنه عن رجل يأتي بالصبي إلى المسجد.. أتستحب ذلك؟ قال: إن كان قد بلغ موضع الأب وعرف ذلك ولا يعبث فلا أرى بأسا، وإن كان صغيرا يعبث فلا أحب ذلك، كما انه يجب على الوالد نصح ابنه بالموعظة الحسنة وباللطف، أما الصراخ والطرد من المسجد والتعنيف الشديد فهذا يجعل الأبناء ينفرون ويبتعدون عن الذهاب إلى المسجد في الكبر ويكرهونه.
كما أن القدوة الطيبة لها أثر كبير في تربية الطفل التربية الإيمانية اللازمة، فحين يرى الطفل أباه يقرأ القرآن ويتدبره ينشأ على تعظيم القرآن الكريم وتوفيره فإن خير ما يترك الأبوان لأبنائهما حفظ كتاب الله والعمل بما جاء فيه، ومن المفروض أن تفسر للأبناء على قدر فهمهم ولا تلح على الطفل حتى لا يسأم، كما يفعل بعض الآباء والأمهات الذين لا يتركون الطفل يترك القرآن الكريم من يده وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.