من أجمل العبارات التي سمعتها أو قرأتها في طريقة التعامل مع الناس الذين لديك خلافات معهم هي الاعتقاد الجازم بأن كل الأشخاص في العالم لديهم معارك غيرك سواء مع أنفسهم أو في محيطهم أو في أمور أخرى كثيرة.
فلا تختزل حالة هذا الشخص وتعتقد أن خلافك أو حتى اتفاقه معك هو الشيء الوحيد في حياته والذي يفسر أو يبرر سلوكه معك.
الحياة صعبة والناس ظروفها كثيرة وليست كلها جيدة فدائما أحسن الظن بالناس وأوجد العذر للغريب من تصرفاتهم فهم يخفون أكثر ما يظهرون ولعل ما بداخلهم أجمل كثيرا مما ترى عيناك.
فقط أحسن و«طول بالك قليلا»، قد تفاجأ من رد فعل الشخص الآخر حين مبادلتك بعض الخشن من سلوكه برد فعل مهذب وراق، وحصر موضوع الخلاف في نقطة محددة وصغيرة وعدم التوسع فيه وشخصنته والانجرار إلى حملات تجريح وتصغير من قيمة الشخص الآخر.
هذا الأمر لا يقتصر على العلاقات الشخصية وتفاصيل المعارك الصغيرة التي نخوضها هنا أو هناك سواء في مكان العمل أو في محيط العائلة بل هو كذلك يمكن سحبه وتطبيقه فيما يجري في الساحة السياسية المحلية وبالذات ما يجري بين النائب الفاضل د.عبيد الوسمي وثلة كبيرة من باقي زملائه أعضاء كتلة المعارضة، فهم وكتاب وناشطون في العمل السياسي المعارض بالكويت صار لهم عدة أسابيع «يشيلون ويشدخون فيه» وكلمة الحق تقال أيضا «هو بعد ما قصر فيهم عطاهم المقسوم»، لكن أغلب ردود فعل د.عبيد الوسمي كانت إجابة عن أسئلة صحافيين ومراسلي الصحف اليومية والإلكترونية التي وجدت في هذا الخلاف مادة تملأ بها صفحاتها. حتى تحول الموضوع إلى أمر يشبه مباراة التنس ونحن الجمهور في الوسط وأعيننا تذهب يمينا ويسارا.
هذا قال وهذا رد عليه، وشاهد ماذا قال مغردو المعارضة، وصموا د.عبيد بذلك الوصف فرد عليهم أحباب د.عبيد بوصف أشنع منه.. وهكذا حتى أصبح حال المعارضة في الكويت منظرها غير (محترم) فهم دعاة الحرية والديموقراطية واحترام الرأي المخالف في أول اختبار لتكتلهم حولوا الساحة المحلية الى داحس والغبراء، حتى ان غبار معاركهم غطى على الكثير من القضايا الخدمية والملحة للمواطن.
لست في معرض إسداء نصيحة إلى د.عبيد الوسمي ولا لزملائه أعضاء كتلة المعارضة فلست كفؤا ولا مؤهلا لذلك، لكن من باب المحبة للجميع ومصلحتي كمواطن أن تخلو وتصفو الساحة السياسية المحلية للقضايا المصيرية والملحة التي تهمني كمواطن كويتي في وطن صغير حباه الله بثروة خرافية لم تحصل في تاريخه السابق، ولا أعتقد، والعلم عند الله، أنها ستتكرر في تاريخه القادم ومع ذلك أجد مشكلة وخللا في الكثير من أموري الحياتية.
٭ نقطة أخيرة: طموحي كمواطن من كل أشخاص وأطياف المعارضة وكذلك الحكومة أحسنوا الظن في بعض وأعطوا فرصة للحوار قبل أن تشهروا أسلحتكم في وجه بعض.
ما الذي يمنع كتلة الـ 31 دعوة د.عبيد الوسمي الى حوار مفتوح وعلني عن أجندته وماذا يدور في رأسه وما رؤيته التي عارضوها بشدة وبعنف دون أن يسمعوا منه تفسيرا أو تبريرا لها، فقط تراشقات على صفحات تويتر والجرائد الإلكترونية.
ghunaimalzu3by@