جلبة وضوضاء وصخب تعيشها الكويت منذ سنوات عدة مع وجود بصيص أمل يظهر ويخبو، فإلى متى ونحن على هذه الحالة؟! وإلى أين نحن سائرون، وهل من دواء ناجح لعودة الهدوء ودفع عجلة التنمية إلى الإمام، لقد صمت آذاننا بكثرة من يعتلون المنابر ويكيلون الاتهامات يمنة ويسرة دون دليل، وكل هذا ملفوفا بعباءة الديموقراطية والديموقراطية منه براء، لقد وصل بنا الحال إلى حافة التفكك والتشرذم والانقسام.
لقد بات مألوفا عندنا شتم فلان لفلان والنيل منه بعيدا عن المنطق وأدب الحوار، ناهيك عن التجاذبات السياسية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، مما يؤثر سلبا على اتخاذ القرارات التي تصب في صالح الوطن والمواطن والداخل الكويتي، لقد طال صراع البرلمان والحكومة وباض وفرخ، لقد استغل البعض الهامش المرتفع للحريات أسوأ استغلال، فها نحن نخرج من أزمة وندخل في أخرى، والأزمة تولد أزمة، والحبل على الجرار، ومن الظلم بمكان أن يدفع المواطن فاتورة التجاذبات السياسية.
وأهم من يظن أن صبر السلطات العليا سيطول، فمصلحة الكويت فوق كل اعتبار، وعلينا أن نعالج الأسباب الجذرية لهذه الأزمات التي يسابق بعضها بعضا، والتوصل إلى حل ينهي كل المشاكل الحاصلة عندنا، فلم نمضي الوقت الطويل في خلافات لا فائدة منها؟ ولم هذه الاستجوابات المتلاحقة بسبب وبغير سبب؟ ولم لا يلتفت مجلس الأمة الأمة الموقر إلى قضايا المواطنين الملحة؟
لقد انطبق على الحال التي نعيشها قول القائل: «إن دام هذا السير يا مسعود فلا جمل يبقى ولا قعود».
نحن بحاجة ماسة إلى إصلاح شامل، فالإصلاحات أصبحت ضرورة وطنية ملحة، خاصة بين الحكومة والمجلس، لتعويض ما فاتنا خلال سنين من التوتر المفتعل، فهناك مشاكل كثيرة تخص المواطن مكانك راوح وسط تشنجات سياسية لها أول وليس لها آخر، مع العلم أنه يمكن لنا الإصلاح إذا أردنا ذلك، وكي نصل إلى هذا الهدف لابد أن نصلح ذات بيننا ونضع النقاط على الأحرف ونجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مع العلم أن الاختلاف والفرقة ضررها كبير على المجتمع، لأنها معول هدم، ولله در القائل:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا
وأعود لما بدأته وأقول: إلى متى هذه الجلبة والضوضاء والصخب؟ أما آن لهذا الوطن أن يستريح؟ ودمتم سالمين.