قال الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت التمويل الكويتي (بيتك) بالتكليف عبدالوهاب الرشود إن أداء المجموعة تحسن بشكل كبير خلال العام 2021، حيث وصلت الأرباح تقريبا الى مستويات عام 2019 قبل انتشار جائحة كورونا، مرتفعة بنسبة 64% عن عام 2020 لتصل الى أكثر من 243 مليون دينار.
وذكر الرشود خلال مقابلة مع قناة «CNBC العربية» أن مساهمات الكيانات الخارجية التابعة من إجمالي الايرادات التشغيلية بلغت نحو 49.7%، معظمها من «بيتك- تركيا» الذي حقق أداء جيدا رغم تقلبات الليرة، مبينا أن المحفظة التمويلية في «بيتك- تركيا» تتنوع بشكل متوازن بين الليرة التركية والعملات الأجنبية الرئيسية.
واشاد بالقاعدة الرأسمالية المتينة، مبينا أن «بيتك» حاليا قد احتل المركز الأول بين البنوك الكويتية من حيث القيمة السوقية حيث بلغت نحو 7.6 مليارات دينار، مشددا على أن «بيتك» يتمتع بجودة أصول عالية، حيث تراجعت نسبة التمويلات غير المنتظمة الى 1.6% كما في نهاية 2021، وفقا لأسس احتساب بنك الكويت المركزي، وتعتبر نسبة جيدة خصوصا في ظل معطيات الظروف الاقتصادية بسبب تداعيات جائحة «كورونا».
وبلغت تغطية الديون من المخصصات نحو 319% لـ«بيتك- الكويت» و326% للمجموعة وذلك بنهاية عام 2021، كما انخفضت المخصصات المحملة على بيان الدخل للمجموعة بنحو 52% حيث بلغت نحو 135 مليون دينار، وتشمل مخصصات التمويل والاستثمار ومخصصات إضافية احترازية أخرى.
وعن التخارجات، أوضح الرشود أن «بيتك» يواصل استراتيجية التركيز على العمل المصرفي الأساسي والتخارج من الأصول والاستثمارات غير الاستراتيجية التي تستهلك من رأس المال ولا تتماشى مع سياسة الاستدامة في تحقيق الأرباح، مبينا انه نظرا لظروف انتشار جائحة كورونا وانعكاس تداعياتها السلبية على الواقع الاقتصادي المحلي والعالمي، فقد بلغت التخارجات حتى نهاية العام 2021 نحو 49.7 مليون دينار تقريبا، متوقعا المزيد من التخارجات خلال العام الحالي مع تحسن الوضع الصحي والاقتصادي.
وعن وتيرة التمويلات والى أي قطاعات تتجه، قال الرشود: «على الرغم من ان الضغوط على سوق الأفراد الذي هو قطاع مهم وحيوي كانت كبيرة جدا، فإن «بيتك» مستمر بالتركيز عليه وعلى قطاع تمويل الشركات والمشاريع الحكومية، مشيدا بنمو محفظة التمويل للمجموعة بنسبة 5.7% لتصل الى نحو 11.4 مليار دينار».
وفي سياق آخر، ثمن الرشود خطوة بنك الكويت المركزي بفتح باب الترخيص لبنوك رقمية، ووضع إطار للعمل المصرفي الرقمي، مؤكدا أن ذلك يسهم في زيادة المنافسة بين البنوك، وبالتالي يعزز من تحفيز الابتكار لتقديم خدمات مصرفية رقمية نوعية لعملاء القطاع المصرفي بشكل خاص وللسوق الكويتي بشكل عام.
وأشار الرشود الى أن «بيتك» يمتلك بنية تحتية تكنولوجية متطورة مكنته من اتخاذ خطوات استباقية ورائدة في تبني التحول الرقمي، مبينا أن ذلك كان جليا خلال أزمة كورونا حيث استمر «بيتك» في مواصلة تقديم خدماته المصرفية الرقمية للعملاء رغم الإغلاقات أثناء الحظر الكلي والجزئي.
ولفت الى أن عملاء «بيتك» أنجزوا عبر (KFHonline) نحو 160 مليون عملية مصرفية رقمية خلال سنة 2021 بنمو بلغت نسبته 25% مقارنة بالسنة السابقة، مشيرا الى أن هذا الإقبال على خدمات الأونلاين من «بيتك» يؤكد كفاءة الخدمات وسهولتها وتلبيتها لاحتياجات وتطلعات العملاء، وكذلك يؤكد ريادة «بيتك» في توفير الحلول المصرفية عبر الموبايل والقنوات البديلة.
وعن مكانة «بيتك» في سوق الصكوك، أوضح الرشود أن «بيتك» رائد في أسواق الصكوك كمتداول رئيسي وصانع سوق على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث حقق خلال عام 2021 تداولات في أسواق الصكوك تجاوز حجمها 16 مليار دولار، مبينا أن هذه التداولات تسهم في تعزيز السيولة ودعم الأسواق المالية الإسلامية، وهذا ينسجم بطبيعة الحال مع دور «بيتك» في تنشيط سوق الصكوك، ودعم صناعة التمويل الإسلامي عالميا.
وأضاف أن «بيتك» نجح أيضا في تحقيق المركز الأول ضمن قائمة المتداولين الرئيسيين في السوق الأولي والثانوي من إصدارات الصكوك لبرنامج مؤسسة إدارة السيولة الإسلامية الدولية (IILM)، وهذه أول مرة يتحقق هذا الإنجاز بتصدر مؤسسة مالية مثل بيتك لقائمتي السوق الأولي والثانوي بين المتداولين الرئيسين لبرنامج الـ «IILM»، متقدما على بنوك عالمية وإقليمية.
وفي سؤال عن تحقيق الاستدامة من الناحية التمويلية والشمول المالي، قال الرشود إن الاستدامة موضوع شامل لعدة عناصر منها الاجتماعية والبيئية والموارد البشرية وتمكين المرأة والحوكمة وغيرها، مبينا أن «بيتك» يطبق ذلك حسب المعايير العالمية، وان موضوع الاستدامة ليس بجديد على «بيتك» بطبيعة عمله كبنك إسلامي، فقد كان لدى «بيتك» وما زال مساهمات عديدة من الناحية الاجتماعية والبيئية والاستثمارات المسؤولة وغيره، وذلك قبل أن تكتسب معايير الاستدامة الاهتمام والتركيز الحالي من قبل المؤسسات والدول.
الاستدامة بالشمول المالي
أوضح الرشود أن «بيتك» يحقق الاستدامة في الشمول المالي من خلال عدة جوانب أبرزها: تقديم مجموعة «بيتك» خدمات مصرفية إلى نحو 7.5 ملايين عميل في دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا وأوروبا، وكذلك إصدار التقارير الدورية التي تظهر النمو في الأرباح ونسب السيولة العالية والقاعدة المتينة لرأس المال التي تدعم نمو الأعمال والامتثال للمتطلبات الرقابية.
والحرص على زيادة الاستثمار في الصكوك الخضراء من إجمالي محفظة التمويل وخاصة المشاريع المتعلقة بتخفيض انبعاثات الكربون وتقليل مخاطر تغير المناخ، منوها بإصدار صكوك الاستدامة الخضراء بقيمة 350 مليون دولار لـ «بيتك- تركيا»، حيث بلغت التغطية على مبلغ الإصدار ما يزيد على 12 ضعفا، وهو ما يؤكد الاهتمام العالمي بهذا النوع من الاستثمار.
بالإضافة الى ذلك، يقدم «بيتك» الحوافز التمويلية والفنية للمشاريع التي تأخذ في الاعتبار الأبعاد البيئية وتخفيف كمية الانبعاثات.
كما يتيح إمكانية الاستفادة من المنتجات والخدمات المصرفية أمام فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر تخصيص فرع خاص لهم في كل محافظة، وموظفين يتقنون لغة الإشارة ومواقف سيارات خاصة ومقاعد متحركة وغير ذلك من الوسائل اللازمة للعملاء.
وكذلك تسهيل توفير خدمات مصرفية للعملاء على مدار الساعة ومن أي مكان من خلال الحلول الرقمية، ضمن تعزيز الشمول المالي بالتماشي مع الاستدامة.