في مدرسة عبدالله الرومي الابتدائية بنين في طابور التصويت في الانتخابات السابقة التي «أتت» بالمجلس الحالي كان أمامي شاب في نهاية العشرينيات، فجأة فقد توازنه حاولت أن أمسكه فرفض، وقال شكرا، بس الظاهر السكر نزل عندي شوي، الشرطي الذي كان يراقب الطابور جزاه الله خيرا سارع بإعطائه تمرتين قبل أن يطلبهما.
تناولهما ذلك الشاب الذي يبدو أنه مريض بالسكر وطال عليه الانتظار في طابور التصويت وأصابته نوبة سكر، لكنه تمالك نفسه وتناول التمرتين، بعد أن وصل دوري أنا وإياه ودخلنا معا، كنت وأنا أمسك قلم التصويت عيني عليه حتى لا يدوخ مرة أخرى.
يداه كانتا ترتجفان وجبهته فيها بعض حبات العرق، لكنه استجمع كل قوته وأكمل تصويته وخرج قبلي واختفى بين الجموع.
تصوروا هذا الشاب الذي خرج من بيته وهو مصاب بالسكر وطال عليه الوقت في الطابور وبدأ يحس بأعراض هبوط السكر كان بإمكانه الخروج من الطابور والمدرسة كلها، لكنه رفض واستمر معرضا نفسه لخطر نوبة سكر حادة قد تودي بحياته أو تترك آثارا سيئة على بعض أعضائه الحيوية.
هذا الشاب هو والآلاف المؤلفة من أبناء الشعب الكويتي الذين خرجوا للتصويت للمجلس الحالي ماذا تعتقدون شعورهم حاليا وهم يرون أداء مجلس الأمة الحالي؟ هل من أجل هذا صوتنا ومارسنا حقنا الديموقراطي؟
الحاصل حاليا خيبة أمل كبيرة وشعور بالخذلان عظيم من المواطنين تجاه أعضاء المجلس الحالي خاصة المؤزمين منهم.
وبدأت تتسرب لديهم أفكار ومشاعر هل هناك جدوى وفائدة من التصويت مجددا في أي أنتخابات قادمة؟!
صحة، تعليم، إسكان، وظائف، وضع المتقاعدين المعيشي، ارتفاع الأسعار مواضيع ملحة وأساسية وتقع في أول اهتمامات الشعب الكويتي، أين تلك المواضيع من اهتمام نواب المجلس الحالي؟
مع الأسف غير موجودة.
والآن بعد الاستجوابين الماحقين الساحقين لوزيري الدفاع والخارجية اللذين تحولا لعصا موسى ألتهما كل المواضيع المهمة للمواطن ولم يعد للناس كلام أو حديث غير فلان مع أو ضد الاستجواب وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بحرب شعواء بين هؤلاء وهؤلاء.
تأتينا الأخبار بنية بعض النواب استجواب سمو رئيس الوزراء على مواضيع متأكد لو أنهم ذهبوا لمكتب سموه وجلسوا معه لوصلوا لنتائج ترضيهم وترضي الشعب الكويتي.
لكن الواضح والواضح جدا المطلوب ليس الحقيقة، بل هو التأزيم ولا شيء غير التأزيم.
بعد هذا كله أردد عنوان المقالة «أحد له خلق يصوت بعد اليوم»؟!
٭ نقطة أخيرة: الموضوع ليس مبالغة وليس تهيؤات كاتب يبحث عن الأكشن. أمرّ كل يوم في طريقي على مختارية صباح الناصر ولاحظت زخم تسجيل الناخبين ليس كالماضي حين كنت ترى تزاحم الناس والسيارات.. بس الناس ملّت وتعبت.
ghunaimalzu3by@