إن جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد جريمة شنعاء توجب اللعنة على صاحبها، وتطرد مرتكبها من رحمة الله وهي وقود الفتن ودمار ما بعده دمار، فإزهاق النفس التي حرم الله يستوجب غضب الله تعالى والنار، وهي كذلك من السبع الموبقات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمداً».
ولا شك أن العدل أساس الملك والقصاص مطلب الجميع والعقاب جزاء بمثل ما ارتكب من جُرم، ولقد زادت جرائم القتل في مجتمعنا وبأبشع الصور، جريمة تتبعها جريمة، فما أن ننسى جريمة حتى نسمع عن جريمة أبشع منها، إنها جرائم تدمي القلوب ويقشعر لها البدن، مثل الوافد الذي قتل عائلة بأكملها، ويقال إنه متعاط، وكذلك قتل ابنتين عاقتين لأمهما والتمثيل بها، وقيل أيضا إنهما كانتا متعاطيتين، وغير ذلك الكثير.
وأيا كانت الأسباب فالجرم كبير جدا، فمن يقدم على قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق فكأنه قتل الناس جميعا، (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) «البقرة 179»، لذلك فمثل هذه الجرائم تحتاج إلى رادع سريع، ومحاكمة عاجلة لبشاعة الجرم، فسرعة العقاب فيها رادع لكل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الجرائم، لست قانونيا ولكنني كويتي أحب الخير لوطني وأريد له الأمن والأمان والاستقرار، عجلوا في محاكمة مثل هؤلاء المجرمين، وعلقوا لهم المشانق وطبقوا بحقهم شرع الله تعالى، لا نريد التطويل فحرام أن يعيش مثلهم أو يتنفسوا الحياة، فالمحاكمة العادلة العاجلة مطلب الجميع، وهذه عقوبة الدنيا أما عقوبة الآخرة فعذاب عظيم لازم، وهنا لابد من الحديث عن أمر مهم للغاية ومتابعته متابعة حثيثة، فمن أين تدخل إلينا هذه الأقراص المخدرة التي تُفقد المرء صوابه وتجعله مجنونا يرى في الجريمة لذة، فيرتكبها وكأنه لم يفعل شيئا؟!
أتأتينا هذه السموم من البر أو البحر أو الجو؟ ومن وراء دخولها الكويت ومن وراء ترويجها وبيعها؟ لابد من متابعة هذا الأمر الخطير وتشديد الرقابة ومنح من يقبض على هؤلاء مكافأة مالية مجزية، لقد أصبح من الضروري جدا القضاء على هذا الخطر الداهم، الذي قضى على أسر بأكملها، لينعم المجتمع الكويتي بالهدوء والسكينة.