منحة متقاعدي الجيل الوفي لأهل الديرة بكل نسيجهم، تلاطمت أمواجها، وتبعثرت أوصالها، تتوج كل ذلك أخيرا بجلسة مجلسيها! بأمثلة شعبية قد لا يفهمها الجيل الحالي، والمستشارين الوافدين للرأي السياسي، وكل مجتهد يحاكي ساحة خصوصيته وحزمته داخل المجلسين، تنفيذا وتشريعا بلغت ذروتها تهكما ولطما جعلت عاليها سافلها، وسلبياته خنقت إيجابيها منذ بيانها الأول قبل شهور!
نموذج أمثالها حصرا لا تأكيدا «جاء يطببها عماها!»، و«ضيع صيدتها بعجاجها، وهاك لا هناك»! وغيرها كثير من الأمثال تنطبق على حقوق متقاعدينا بكرامتهم بلغت بهذلتهم عناوين للإعلام بكل مواقعه وحالاته، لا لشيء سوى صفقات المصالح وتنافس فرسانها لكبحها في مهدها إرضاء لغرورهم بحقوق أهل ديرتهم وتؤكد تلك الحقوق تصريحات ونبرات معاكسيها أصلا وفصلا! تحتاج فارسا يقلب طاولتها عليهم ويرفع ويدفع علم الحسم لمستوى بيانه ليحسمها بداية ونهاية لكرامة هذه الشريحة الوفية بالقرار الذهبي، وساما للمقترح وتعزيزا للمستحقين بهذا الشهر الكريم.
والاستجداء ليس من قيمة الأوفياء للرد على بلهاء أعذارها وإلغاء أفكارها كما وردت بمواد دستورنا المتميز لحفظ كرامة الجميع، وتعريفات هدر الثروة، وعدالة توزيعها، وتجاوزات الفساد، والعبث بمقدرات وطاقات وثروات البلاد أولها الإنسان الكويتي بكل صفاته ذكرا وأنثى، صغيرا بطفولته وكبيرا برجولته ورفيقة دربه، ودورها الرباني تربية وتنشئة للأجيال ومحاولات بعثرة كل ذلك بقصد الهيمنة والاستيلاء وتحصيل المردود بلا شاهد ولا مشهود لهدر تلك الثروات بمقدمتها توزيع طاقات الشباب والأجيال بمواقع هدر طاقاتهم، وضياع مؤهلاتهم وأكل حقوقهم تعليما وتوظيفا وعلاجا كما هو حاصل اليوم بيننا بالذات للعبث بالتركيبة السكانية بالمحافظات والدوائر الانتخابية، والمناطق السكنية أفرزت اليوم هذه الحالات وتوابعها كالترفيه والسياحة وخارطة التجارة بصدارتها العبث والإحباط للمنتج الكويتي زراعة وصناعة رغم جهود الحكومة الموقرة لتعديل مسارها، لكن الأمواج المعاكسة تصدها بعنف مضاعف.
هذا ما يراد علاجه وخلف الستارة أكثر وأكبر سلبا لتلك الإرادة الوطنية بتفشي فساد الضمائر والنوايا العدوانية على كل وفي ومخلص، لا نشك كأبناء لوطننا بحكمة القيادة ودفعها للأفضل بحزم وعزم زيادة مثالها حقوق متقاعديها اليوم ودوم تأكيدا لجهود مؤسستهم وأمثالها كماهي وصية أوائل المؤسسين قدوة المتقاعدين ومعنى التقاعد الشامخ المنتج حتى خارج ميدانه وتغيرات أنسانه بسلامتكم جميعا تشريعا وتنفيذا.