ضمن تساؤل بريء نقول: هل فقدت الكويت حقوقها المالية بعد الإعلان الأخير الذي ورد في لبنان، الأمر الذي يضع حقوقنا على المحك تجاه استرجاع تلك الملايين التي أودعت في بنوكه؟، وعلى أية حال فإنه لا يختلف اثنان على الوضع المزري الذي يمر به لبنان اليوم، وفي نفس الوقت فإن حقوق الخليجيين التي أودعوها في هذا البلد لابد أن تكون محفوظة بدرجة وردها حين طلبها بمثل ما تم تقديمها أو إيداعها.
ومن ناحية أخرى، فإن ما آلت إليه الأوضاع في ذلك البلد هو سيطرة المتنفذين والآخذين للدولة إلى مكان آخر غير الاستقرار والمحافظة على هذا البلد تنفيذا لأجندات خارجية بعيدة كل البعد عن مصلحة أبنائه والمعاناة اليومية والمذلة التي يواجهونها في صلب معاشهم وحياتهم اليومية.
إن دول الخليج يتوجب عليها أن تكون صارمة تجاه استعادة حقوقها في هذا البلد من قبل مَن استولى عليها بالقوة، وآخر همه هو مصلحة أبنائه وشعبه، وكل ما نراه شعارات واهية لا تسمن ولا تغني من جوع، هذا بالإضافة إلى القول بأن الدعوة الموجهة لاستعادة حقوق الخليجيين وودائعهم المالية، هي دعوة موجهة لمن استولى عليها في البنوك وبعيدة تلك الدعوة عن أي أذى قد يطول أبناء ذلك البلد من المودعين لأموالهم في بنوكه ولم يتمكنوا من استردادها ضمن عملية سطو منظمة من قبل عصابات منظمة أكلت حقوق البلاد والعباد، وتركتهم على الحديدة يصارعون للبقاء أحياء.
إن دول الخليج كما أسلفنا يجب أن يكون لها موقف حاسم لاستعادة حقوقهم، ومن جانب آخر أيضا نقول إن قلوبنا تعتصر حزناً وحسرة لما آلت إليه الأوضاع في لبنان الذي لطالما كان منارة وقبلة لأهل الخليج ولطالما كانت العلاقات بين أهل الخليج وأهل لبنان علاقات متينة على مر التاريخ، عندما كانت الأوضاع فيه مستقرة وبعيدة عن أي تدخلات خارجية فيه أعملت فيه الخراب والدمار ضمن غايات مواجهة إسرائيل وتلك الأسطوانة المشروخة لمقاومها والتي لم تتحرك تلك المقاومة فيها شبرا واحدا.
ونقـــول هنا هل ذهبت أموالنا مع الريح بعد الدعوات الأخيرة للإفلاس ضمن الدعوة العامة لإفلاس بلد؟! إننا هنا في الكويت لدينا حلم أن نرى أوضاع لبنان تتحسن للأفضل ومن صميم قلبنا لما يمر فيه هذا البلد من محن ومصائب يعلم الله مداها وإلى أين تتجه في ظل تراكم سوء الأوضاع فيه.. والله الموفق.
[email protected]