خلال السنوات السابقة اشتهرت المسلسلات التركية، مثل مسلسلي «نور ومهند» و«حريم السلطان» وغيرهما، إلا أننا لم نجد محاربة الحكومة التركية لها بمنعها، بل خططت وقامت بدعم إنتاج مسلسلات تاريخية منها قيامة ارطغرل وعثمان والسلاجقة، فسحبت البساط من تلك المسلسلات إلى المسلسلات التاريخية القيمة. أما نحن في الكويت، فنتميز كل عام بتكرار نفس الخطأ، من خلال تسويق المسلسلات الهابطة والساقطة بالهجوم عليها وعرض مشاهد الإثارة بها لانتقادها وتسويقها بصورة غير مباشرة حتى تصبح «ترند»، وهذا هو مبتغى المنتجين.
وفي خضم هذا الزحام، لا نجد دورا لمسلسلات تاريخية أو واقعية ذات رسالة وحبكة فنية راقية تناقش قضايا اجتماعية يحتاج اليها مجتمعنا.
في رمضان تزدحم الفضائيات بالبرامج والمسلسلات، المفيدة وغير المفيدة، إلا أن دور وزارة الإعلام يجب أن يكون أكبر وأقوى وأكثر إيجابية من خلال التخطيط لدعم الأعمال والبرامج والمسلسلات الهادفة، ذات معان وقيم اجتماعية تطرح قضايانا المجتمعية السياسية والرياضية والاجتماعية والإنسانية والاقتصادية من خلال عرضها بأسلوب راق ومحترم.
فمازلنا نتذكر «درب الزلق» ونتداول مقاطعه، لأنه ناقش ما عاشه المجتمع في ذلك الوقت حتى يومنا هذا، وما زلنا نتداول مقاطعه ونستمتع بها، كان مسلسلا اجتماعيا لجميع أفراد الأسرة.
نحن بحاجة إلى إنتاج درامي ضخم يناقش واقع مجتمعنا، وتسليط الضوء ودعم الأعمال الدرامية التي تحقق تلك الأهداف. كما يجب تسويق البرامج العميقة والمؤثرة، التي تدوم لسنوات، لا الحديث عن قصص شاذة اجتماعيا تسلط الضوء على الجنس والتحرش وبإسفاف!
نقطة مضيئة: في ظل هذا التزاحم التلفزيوني الرمضاني لعرض الغث والسمين، إلا أن هناك أعمالا وبرامج مميزة تستحق الإشادة والدعم والنشر كبرنامج «وسام القرآن» للشيخ فهد الكندري والذي يطرح قصصا واقعية مؤثرة لحفظة القرآن وأثره على حياتهم. وكذلك البرنامج البحريني «كفو» الذي يسلط الضوء على نماذج اجتماعية ذات عطاء إنساني متميز، يحفز الإنسان على البذل والعطاء.
وختاما الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بإنكار المنكر، ولكن علينا أن نكون واعين بعدم تسويق ذلك المنكر، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه «أميتوا الباطل بالسكوت عنه»، وبدلا من لعن الظلام علينا أن نوقد الشموع.
وببساطة بإمكاننا نشر الإيجابية بالسكوت عن السلبية.
[email protected]
Al_Derbass@