منذ بداية ستينيات القرن الماضي مع قدومه للكويت بصحبة خاله مدرب المصارعة في وزارة الدفاع وقتها، الكابتن زكريا شهاب، عرف بتميزه أدبا وأخلاقا وحبا للكويت وأهلها، إنه أحمد الطرابلسي الذي تعرف على جماهير كرة القدم حارسا للمرمى لناد كبير فترة محدودة.
انتقل بعدها لنادي الكويت وأصبح نجما لا ينافسه بمركزه أحد، صفقت له المدرجات لتميزه في صد ضربات الجزاء خلال منافسات كبيرة أشهرها «صياد الرقيعي» بمروره مرماه في إحدى المباريات، نال هذا اللقب عبر جماهيره، ويوازي إبداعه الرياضي تميز أخلاقه العالية معاصرا تاريخ كرة القدم الكويتية في زمنها الذهبي للفرق المتعددة للجيش الكويتي، ومنتخبات الكويت والمدارس وغيرها، وحافظ على قلعته في حراسة نادي الكويت ودورات الخليج العربي لمجلس التعاون الخليجي، مقابل كل ذلك التاريخ العريق ملازمته حفظا وتلاوة للقرآن الكريم وتكريمه بأعلى الأوسمة الدولية لمسابقات حفظ القرآن.
وأعلى وسام حازه معنويا صدى صوته الأقرب لكبار القراء عبر إذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية، ومكبرات الصوت للحرمين الشريفين طوال سنواته منذ القرن الهجري والميلادي سابقهما واللاحق بنبرة (أبي عبدالرحمن أحمد خضر الطرابلسي) ومشاركاته في مناسبات رسمية متعددة خلال حكم أربعة أمراء للكويت، صاروا في ذمة الله، وكان في تلاوته قدوة لكثير من عباد الله الصالحين، تدرب على يديه الكثير من القراء وقبلها حراسة مرماه للأندية والاتحادات الرياضية باسم الكويت وجزيرة العرب وخليجه العربي.
هذا جانب تميز به الشيخ القارئ أحمد الطرابلسي، ومن جانب يوازي كل ذلك نداء الأذان للصلوات بتسجيل نادر للدعاء بعد الأذان لم يسبقه في ذلك جيل سابق ولا حاضر، كما هو لرمضان الكريم وطول نداء الأذان مسموعا ومرئيا، يردده هواة التلاوة عندنا وخارج حدودنا، تغلف كل ذلك أخلاقه الإسلامية والرياضية ومحافظته على حسن التربية مع جلاسه وأسرته الفاضلة تطوعا ونخوة للكويت وأهلها أحبها وبادلته بمثله حبها بعيدا عن كل اختناقات الحسد والحاسدين.
فهل يعقل ألا يكرم حارس مثله لدينه ودنياه يا أهل كويت بلاد العرب وعالم الإسلام المتسامح اسما ومسمى، لمثل شيخ حفظ كتاب الله وحراسته له الذي لا يخزيه خالقه بتكريمك يا كابتن مرماك النظيف من رمي الهدافين آخر هذه السنين العجاف، الله معاك يحرسك ويرعاك، آمين.