أبدع فضيلة القارئ مشاري راشد العفاسي بأنشودته «الله الله يا مصر» عيدية لأمته الإسلامية والعربية بعد إتمام الصيام والقيام للشهر الكريم، وقد عبرت أنشودة بوراشد عن مكنون الأمة أن مصر الكنانة كانت ولاتزال قلبها وعقلها وعزمها الأكيد مهما حاول الجهلاء والأعداء التسفيه من مكانتها وموقعها جغرافيا وتاريخا، فحضارتها تنادي الجميع لحزمة لن تضيع، وهو ما عبر عنه بوثيقة جامعة مانعة، العفاسي سفير ساحته الوفية وكان ما كان لهذه الأنشودة تغطية دين أهل الكنانة وواجبها الإنساني الرباني للعالم الإسلامي والعربي أمن وأمان هذا الدين جهادا ولو بالكلمة الصادقة الوفية، يستحقها شعبها وحكامها الأوفياء، وليس سارقي أمنها واطمئنانها بأحقاد تلبي غايات حسادها، وحاقدي خيراتها وتسخير دموعهم لظلام شعوبهم.
بارك الله جهودك يا كروان الإقامة والأذان لأمة الإنسان بكل مواسمها السعيدة وأعيادها.
***
على المستوى المحلي فإننا ما زلنا ننتظر تفعيل الوعود التي لا نحتاج إلى تكرار بنودها بخصوص متقاعدي وطن النهار نظير إخلاصهم للأعمار وليس دمار البنية التحتية والعلوية، فحضارة شاهق الناطحات لا يجب أن يكون أساسها هشا أو متهلهل الأركان في تماسكها وتكافلها واطمئنانها!
ما يستاهل كباركم هذا الامتهان والوعود الباهتة بلا تفعيل بعد طول خدمتهم لوطنهم، ونتمنى أن يتم التفعيل بقرارات كما يفعل اخوة لنا من أقرب الجيران لدولتنا في إنجاز حكومي يحفظ كرامة أهلهم بمرونة كنا نشهدها لدينا في القرن الماضي بدهاليز حكامنا لمحكوميهم، لكن اليوم ومع الصراعات بين السلطتين الصورة انعكست وصارت مقلوبة بزجاجة مكسورة وبرواز متآكل، وللأسف هذا الامتهان يوازي القرار الذي اتخذ بحق من خدم الدولة لسنوات حتى تجاوز عمره (60 عاما) فجاءت القرارات بحقهم لتلبسهم طوق اللئام وسحب صلاحيات إقامتهم أمنا وعلاجا ولقمة عيش تغطي حاجته بالذات لأوطانهم، وكان يجب إنصافهم وتكريمهم في وطن النهار، ومسح دمعة المحتار مما هو حاصل لهم وتوقع ما صار بعد طاحن الأعمار، نختصرها لكم بحكمة وعبارة «وعد الحر دين عليه» يؤديه ولا يؤذيه يا فرسان القرار المحتار للطرفين والحكمة دليل العاقل، طالت أعماركم!