عشنا على مدى الأيام الماضية أحوالاً جوية متقلبة وعواصف ترابية كثيفة، في وقت نترقب فيه حالة «غبار انتخابي» بعد أيام لاختيار أعضاء للمجلس البلدي، والذي أنهى جلسات أعماله قبل أيام بقرارات تنفيذية مستحقة!
ولا شك أن تأثيرات الحالة الجوية قد طالت مسيرة نتائج الانتخابات النيابية في لبنان الشقيق وعصفت بمقاعد وكتل وقوى الحرس النيابي القديم وأدت إلى خروج رموز من هذه التيارات والكتل من دائرة الضوء وسيطرة كتل وقوى منافسة على مقاعد، وتقدم وجوه جديدة بسبب حملة غبار التغيير الشاملة التي أصابت كتلا وقوى سياسية وسحبت منهم تلك المقاعد النيابية التي كانت شبه ثابتة لهم!
ولا شك أن حالة الغبار الانتخابي السياسي التي ضربت لبنان الشقيق كانت لأسباب تراكمية من السياسات والإخفاقات التي عصفت بجوهرة الشرق الأوسط ومركزها المالي والسياسي والاقتصادي والتنموي والاجتماعي مما جعل عاصفة الغبار الانتخابي في هذا البلد الشقيق تكون قاصمة تجاه الفساد والتلاعب والسرقات المالية والإدارية! فهل يعود لبنان لسابق عهده بلدا تقدميا اقتصاديا وسياسيا وتنمويا ويصبح ملاذا من جديد للإخوة العرب والأشقاء اللبنانيين؟!
وبالتأكيد نحن نأمل انجلاء حالة الجمود والتناقضات السياسية بين الكتل النيابية في مجلس الأمة حتى تنجلي «أغبرة الشحن» والخلافات النيابية ـ النيابية، وبذلك نعود لحالة الاستقرار والتصرف بحكمة العقلاء في تسيير الأمور لادوار الانعقاد الثاني والثالث والرابع بكل تفاؤل ودون هذا الغبار السياسي الكثيف! والله المستعان.. والله من وراء القصد!