هذه جملة رائعة، قالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، لرئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بالقرب من الكعبة المشرفة، وفي مكة المكرمة خير بقاع الأرض، ويعلم الله أننا نقدر ما قاله الملك سلمان تقديرا عاليا، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل دلالة واضحة على حبه للكويت وأهلها وليس هذا بغريب علينا فمازلنا نتذكر ما قاله المغفور له بإذن الله الملك فهد، طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، حين غزانا المقبور صدام واستباح أرضنا جملته الشهيرة التي رددها أبناء الكويت «يا نعيش والكويت سوا يا نموت سوا»، «يا تبقى الكويت يا نروح معها».
من هنا أقول إن السعودي كويتي والكويتي سعودي، مثلما قال الملك سلمان، حفظه الله، فنحن والسعودية في طريق واحد، وعندما يريد المرء أن يتحدث عن بلد بحجم المملكة العربية السعودية وثقلها فهو يرى أمامه قصرا شامخا يسر الناظرين، فيصفه ولا شك أن المملكة أكبر من كل ما نكتبه، فهي قلب العروبة والإسلام النابض منذ ان قامت على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود، رحمه الله، وحتى يومنا هذا وستستمر بإذن الله، لأنها الحصن الحصين والسور المنيع الذي لا يرام، كما أنها مقصد حجاج بيت الله الحرام ومهبط الوحي، وبها ارتفعت راية الإسلام ومنها انطلقت حتى وصلت شتى بقاع الأرض، ولعمري إنه لفخر الدهر ومكرمة ما بعدها مكرمة، وقد ذلل الملك المؤسس عبدالعزيز الصعاب وأمن السبل وجمع هذه الأطراف المترامية على كلمة الحق، لا غرو فقد نال مكانة مرموقة في التاريخ العربي، وبنى المملكة على أساس متين لتحيا وتعيش وتستمر حتى يرث الأرض ومن عليها بإذنه تعالى، فوطئ النعرات والفتن بقدمه وغرس القيم والأخلاق الإسلامية في النفوس، حتى أصبح الحاج يأتي من أقصى بقاع الأرض ليؤدي ما فرضه الله عليه آمنا مطمئنا على نفسه وسربه وأهله ذهابا وإيابا.
إن سيرة المؤسس الملك عبدالعزيز لا يوفيها الحديث الوجيز، سيرة حافلة بالإنجازات تذكرنا بما قام به أوائل أبناء هذه الأمة العربية الإسلامية، وقد بنى هذه المملكة بكفاحه وجهده، بحزم وعزم، مثل عبدالرحمن الداخل الذي وصل الأندلس وحيدا، فأسس دولة أموية ثانية استمرت لقرون، وقد سار أبناء الملك عبدالعزيز على نهجه وهديه.
إن الملك عبدالعزيز سبق من قبله وأتعب من جاء بعده ولن يأتي مثله، أما روابط الجيرة والدم بين المملكة العربية السعودية والكويت فهي ضاربة في جذور التاريخ ويعرف ذلك القاصي والداني، حفظ الله المملكة ملكا وولي عهد وشعبا من كل سوء، وحمى الله الخليج وأهله ودمتم سالمين.