يعتبر موضوع الهجرة، الرغبة والأسباب والوجهة والطبيعة، من بين أهم المواضيع التي تطرقت إليها استطلاعات الرأي العام التي تناولت آراء المواطنين في الدول العربية، وكان من أبرزها استطلاع البارومتر العربي لصالح جامعة برنستون الأميركية، الذي تم الانتهاء من دورته السابعة 2022 في الكويت قبل أسابيع قليلة، ومن المتوقع أن تصدر نتائجه للجمهور قريبا، وقد تشرفت بالإشراف عليه مرتين.وكانت نتائج الاستطلاع المذكور، لعام 2018، قد أظهرت أن 20% من المشاركين، من عشر دول عربية، قد عبروا عن رغبتهم في الهجرة، مع نسب تتراوح بين 20 و50% عند أخذ البلدان كل على حدته!في المقابل، كانت الكويت أقل الدول، التي شملها الاستطلاع المذكور، في نسبة الراغبين في الهجرة، إذ بلغت 7.1% فقط من الكويتيين. وفي اتساق مع الاتجاه العام لأسباب الهجرة في معظم الدول التي شملها الاستطلاع، عزا 30.9% رغبتهم في الهجرة إلى الفساد، 17.5% لفرص التعليم، 13.4% لأسباب اقتصادية، على حين كانت آخر أسباب الرغبة في الهجرة هي الأسباب الأمنية، التي لم تتجاوز نسبتها 1 % فقط!وخلافا للاتجاه العام في الاستطلاع بخصوص الوجهات الأكثر تفضيلا للهجرة، والذي مال نحو أوروبا بنسبة 42% ثم أميركا الشمالية بنسبة 27%، كانت أميركا الشمالية الجهة الأكثر تفضيلا للهجرة كويتيا بنسبة 39.2%، تلتها أوروبا بنسبة 27.9%، ثم تركيا 13.4%، ودول مجلس التعاون الخليجي 11.2%!كما كان من اللافت للنظر أن نسبة قليلة من الكويتيين، بلغت 8.2%، قد عبرت عن موافقتها على الهجرة دون أوراق رسمية (الهجرة غير الشرعية)، في مقابل 12-43% في بلدان أخرى شملها الاستطلاع!وفي المسح الأخير من الاستطلاع الذي ستصدر نتائجه قريبا، لم تختلف النتائج بشكل كبير عن عام 2018 مع زيادة طفيفة في رغبة الكويتيين بالهجرة، وكان الفساد وفرص التعليم هما أعلى الأسباب، وكانت الولايات المتحدة الأميركية الوجهة الأولى المفضلة للسفر بنسبة 25%.
برغم السلبيات لكل بلد، وكما تظهرها نتائج الاستطلاعات، فإن النتائج السابقة تعكس صورة إيجابية عن الكويت، وما تتمتع به من ميزات مقارنة بمحيطها القريب، كالاستقرار، والرخاء الاقتصادي وارتفاع مستوى المعيشة، والعدالة الاجتماعية، واحترام الحريات!ورغم انخفاض نسبة الراغبين في الهجرة كويتيا، حسب الاستطلاع ومنطقيا، فإن أسباب الهجرة، عند الراغبين فيها، ينبغي أن تكون محط اهتمام صناع القرار والمهتمين بالشأن العام في الكويت، بهدف تقليص الظواهر السلبية التي قد تدفع البعض إلى التفكير في الهجرة، والتي أصبحت مؤشرا واضحا على السخط الشعبي العربي!
[email protected]