تعتبر وزارة الصحة من أكثر القطاعات التي تواجه مشكلات متعددة مع المراجعين، وأسأل الله أن يعين العاملين فيها على ما ابتلاهم الله به، وأسأل الله أن يؤجرهم على صبرهم على تصرفات فئة ضالة ابتلينا بها في المجتمع.
فالكويتيون معروف عنهم الطيبة والأخلاق والسماحة والذوق، إلا أن هناك فئة ضالة ابتلانا الله بها تخلت عن كل ما يميز الكويتيون من أخلاق حميدة عرفوا بها منذ التاريخ.
فالكويتيون عرف عنهم انهم شعب مضياف وأكثر شعب متدين وأكثر الشعوب حبا لفعل الخير والصدقات، إلا أن في كل مجتمع دائما تجد من يشذ عن طباع الأغلبية ويتسبب بإحراج للمجتمع بأكمله.
ولنا على سبيل المثل الاعتداءات المتكررة على العاملين في وزارة الصحة، فلا أحد في وزارة الصحة يأمن على نفسه من الاعتداء عليه، وما لا نقبله هو الإهانات المستمرة للعاملين بالصحة من أناس لا يعرف الإيمان طريقا لقلبها، لأن المؤمن الحق لا يتصرف بهذه الطريقة المجردة من الأخلاق.
المشكلة أنه وأمام أعين الجميع تتم إهانة العاملين والاعتداء عليهم سواء أكانوا كويتيين أو وافدين، فالكل معرض للإهانة والتجريح أمام مرأى الجميع، وفي حادثة لم ينقلها لي أحد بل شهدتها بنفسي من اعتداء سافر لأحد الرجال البالغين الذين يغزو الشيب شعر رأسهم وعوضا أن يكون أقرب للتقوى في هذه العمر المتقدمة يكون أقرب للشيطان في أفعاله.
فقد قام بالاعتداء اللفظي والتجريح على أحد الشباب صغار السن من العاملين في الاستقبال، ولم يترك إهانة لم يعرضها له أمام المارة، ومن شدة أدب هذا الشاب لم يرد عليه بكلمة واحدة حتى يدعي بأن هذا الشاب أهانه أو أخطأ بحقه بل بكل عنجهية وقلة ذوق لأجل أن هذا الشاب ملتزم بالتعليمات التي لديه المحددة سلفا من وزارة الصحة تلقى ما تلقى من إهانة أمام المارة.
المشكلة أن البعض حين يتوجه لأي مكان يعتقد أنه لا يراه فيه أحد فيأخذ راحته وهو لا يعرف أن المكان قد يكون به صحافة ومخبرون من وزارة الداخلية، فنحن لا نعيش بغابة أو سط الصحراء التي لا يرانا بها أحد بل نعيش في مجتمع، وهناك دولة وحكومة ومراقبون أنتم لا تعرفونهم.
حقيقة بما أن مثل هذه الظواهر تفشت في المجتمع بشكل كبير وأغلبهم لا يدخلون السجن أجد أن ما هو أفظع من السجن هو السماح بالتشهير بمثل هؤلاء.
فمشكلتنا في الصحافة أن وزارة الإعلام تقيد الصحافي بمعنى أن هناك ضوابط وحدودا لابد أن يلتزم بها الصحافي، وإلا لتعرض للمساءلة وهذا حقيقة ما أخر نهوض الصحافة لدينا وساهم في انتشار قلة الحياء الذي نشهده. وعليه فإننا نطالب جمعية الصحافيين بمنح العاملين بالصحافة إذنا من النيابة بتصوير ما يرونه مخالفا للقانون ويتم التشهير بالمعتدي.
ذلك لأن العقوبة التي نصتها القوانين من سجن وغرامة إلى الآن لم تحدث أثرها وليست مجدية بالنسبة لآخرين، لذا فعلينا البدء بالتشهير بمثل هؤلاء بالصوت والصورة حتى يتعظوا. وبنظري أجدها عقوبة رادعة لأن التشهير يؤتي أكله لأنه لا أحد يحب الفضيحة بالتأكيد، وهو بالتالي يسترسل في إهانة الآخرين وجرحهم والاعتداء عليهم، لذا بنظري أفضل عقوبة لهؤلاء بالإضافة إلى السجن والغرامة هو التشهير.
لأن مسؤولية حماية العاملين سواء في وزارة الصحة أو بقية وزارات الدولة التي تحتك بالجمهور مسؤولية مجتمع بأكمله وأبدا لن نقبل بانتشار العنف وأن يتم التجريح بالعاملين في مؤسسات الدولة.