ما نراه هذه الأيام من اختلاف وتباين وخصام وشد وتجاذب بين مجلس الوزراء ومجلس الأمة ليس بمستغرب ولا جديد علينا، فقد رأينا مثله كثيرا ولكنه غير مستحب، فالهون أبرك ما يكون، ومع ما نراه فنحن متفائلون بإمكانية تفادي ما حدث وإصلاح ذات البين وتصحيح المسار والعودة الى العمل المشترك والمثمر من جديد، وليست ثمة مشكلة وعقدة إلا ولها حل مهما كبرت ما دامت النوايا صافية والهدف مصلحة الكويت، ولقد بات واضحا أن الحكومة لا تريد مناقشة موضوع إسقاط القروض في هذا الوقت، لأسباب بينتها منذ البداية وقبل ان يحدث ما حدث من اختلاف، ومنها كلفته المالية العالية وعدم عدالته، ونحن نحترم وجهة نظرها مثلما نحترم وجهة نظر السادة النواب المطالبين بإسقاط القروض، ولهم مبرراتهم وأسبابهم، ولكن يبدو ان الموضوع أصبح شبه مستحيل ان لم يكن مستحيلا، فلم لا نبحث عن مشاريع أخرى مرضية للجميع، وبدائل يمكن أن نتفق ونتفاهم عليها، ولنكن أكثر واقعية ونستبعد موضوع إسقاط القروض جانبا في الوقت الحالي على الأقل ونبحث في شأن آخر يهم المواطن، لعل وعسى أن تنجزوا لنا شيئا يخفف عن كاهل المواطن بعض معاناته بعد ان أطل الغلاء المفرط برأسه على الجيوب والتهم أخضرها ويابسها، هذا إن اردنا للأمور ان تسير نحو الانفراج، لسنا ضد إسقاط القروض وإزاحة هم المقترض ولكن يبدو أنه ليس بالإمكان افضل مما كان، فإن أردت أن تطاع فاسأل ما يستطاع، ولابد أيضا ان يغلب على نقاشاتنا وحواراتنا الحلم والعقل والحكمة، وان نضع مصلحة الكويت فوق كل شيء، فالغضب لا يحل شيئا ولن يحرك ساكنا:
ليست الأحلام في حال الرضا
إنما الأحلام في حال الغضب
وإن استمر الوضع على ما هو عليه من شد وجذب، فلا حلول في الأفق، ولن نتقدم قيد أنملة نحو التوافق، بل إن المشاكل لن تمكننا من الحلول المرضية للجميع، فنحن لا نريد العودة للوراء ولن تسمح القيادة بذلك على الإطلاق، لأن في هذه الاختلافات تعطيلا لمصالح البلد والناس وهذا ما لا يقبله احد، فاللهم أصلح أمورنا، ودمتم سالمين.