كثير من الناس يعاني من أمراض نفسية وازدادت هذه الأمراض في السنوات الأخيرة بشكل كبير، منهم من يعترف بها، ومنهم من يتعايش معها، ومنهم من يحاول أن يتعالج منها.
ورأيت من أسباب هذه الأمراض ما يلي:
٭ سوء أحوال الشخص في ترتيب يومه، فيجعل ليله نهارا ونهاره ليلا، ينام في الصباح ويسهر في الليل، ولا شك ان الليل يكثر فيه كل شر، وتنتشر فيه الشياطين «إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم، فإن الشيطان ينتشر حينئذ».
٭ ثانيا الفراغ وان يعيش الإنسان بلا هدف يسعى إليه، حتى يخرج من دائرة الأحزان والهم والاكتئاب «يضع لنفسه هدفا ولو كان بسيطا» كالذي يريد ان يصبح إنسانا رياضيا وصحيا! أو يريد ان يتعلم لغة جديدة، أو يحفظ شيئا من القرآن، ولا يجعل في حياته فراغا أبدا، قال النبي ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ»، يعني: كثير من الناس تضيع صحته بغير فائدة، وفراغه في غير فائدة، صحيح الجسم معافى في بدنه، وعنده فراغ ولكن لا يستعمل ذلك فيما ينفعه، وفيما يقربه من الله.
٭ هجران القرآن، فالقرآن شفاء وهدى ونور وطمأنينة، فمن أراد أن ينال بركة هذا كله، فعليه ألا يهجر القرآن، ويسمعه بهدوء وراحة وطمأنينة، ولا يمر يوم دون الاستماع له، ويقرأ بقدر ما يستطيع، فالقرآن هدى ونور وشفاء، قال سبحانه (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).
٭ ترك الصلاة، من أراد أن ينظم حياته يتمسك بصلاته بقدر ما يستطيع فهي الفلاح.. يصليها على مهل ويدرك أنها السبيل الوحيد له للنجاة والطمأنينة والتي من خلالها يعينه الله على الشيطان ووساوسه.
٭ قطيعة الرحم، من وصل رحمه وصله الله وبارك له في حياته، من الخير أن يكون فيه ترابط بين الأهل وتماسك وصلة رحم، والابتعاد عن كل سوء ظن وشر وغيبة ونميمة، ونصلح قلوبنا تجاه بعضنا ونغفر زلات بعض.
٭ قلة النشاط والحركة، فقد قيل «في الحركة بركة»، فعلى الفرد أن يجعل في حياته وقتا لممارسة الرياضة.
٭ ترك الدعاء، قال سبحانه (ادعوني أستجب لكم)، يجب ألا يترك الإنسان الدعاء ويحسن الظن بالله في الإجابة، ويدعو الله دائما ويسأله المعافاة في الدنيا والآخرة، ويحافظ على أذكار الصباح والمساء ولو جزءا منها.
٭ عدم مواجهة السبب الحقيقي لحزنه، فقد قيل: «إذا عرف السبب بطل العجب»، فيجب أن يواجه الإنسان نفسه بالأفكار الحقيقية التي تحزنه، ويحاول أن يصلحها.. وإذا كانت أمورا خارجه عن إرادته عليه أن ينظر لها بمنظور إيجابي.
٭ العزلة، يجب ألا ينعزل الإنسان إلا لحاجة وطلب علم ومنفعة، وان يقيم علاقات طيبة مع من حوله، لكن الأهم ألا يكونوا أصدقاء سوء!
أخيرا: أن يتفقه في الدين ويتعلم ما يقيمه في هذه الحياة، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما مر عليه عام الحزن بموت خديجة وعمه أنزل له الله سورة يوسف ليواسيه، فالإنسان كلما تعلم وتفقه وعرف أن أموره وأقداره ليست عبثا، وإنما هي من الله يقدرها كيف يشاء، سيرضى ويصبر وسيطمئن وسيصبح تصديه للأمور أكبر وأقوى!
[email protected]
[email protected]